ثانيها أن مراد جابر بالأولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي لا أولية مطلقة ثالثها أن المراد أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار وعبر بعضهم عن هذا بقوله أول ما نزل للنبوة * (اقرأ باسم ربك) * وأول ما نزل للرسالة * (يا أيها المدثر) * رابعها أن المراد أول ما نزل بسبب متقدم وهو ما وقع من التدثر الناشئ عن الرعب وأما * (اقرأ) * فنزلت ابتداء بغير سبب متقدم ذكره ابن حجر خامسها أن جابرا استخرج ذلك باجتهاده وليس هو من روايته فيقدم عليه ما روته عائشة قاله الكرماني وأحسن هذه الأجوبة الأول والأخير القول الثالث سورة الفاتحة 283 قال في الكشاف ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت * (اقرأ) * وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب 284 قال ابن حجر والذي ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم يقل به إلا عدد أقل من القليل بالنسبة إلى من قال بالأول وحجته ما أخرجه البيهقي في الدلائل والواحدي من طريق يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن أبيه عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا فقالت معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثه له وقالت اذهب مع محمد إلى ورقة فانطلقا فقصا عليه فقال إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هاربا في الأفق فقال لا تفعل إذا أتاك فأثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل * (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين) * حتى بلغ * (ولا الضالين) *... الحديث هذا مرسل رجاله ثقات 285 وقال البيهقي إن كان محفوظا يحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعدما نزلت عليه * (اقرأ) * و * (المدثر) * القول الرابع * (بسم الله الرحمن الرحيم) * 286 حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولا زائدا
(٧٦)