الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٨٩
وتاء فاجعلوها ياء ذكروا القرآن ففهم منه ثعلب أن ما احتمل تذكيره وتأنيثه كان تذكيره أجود ورد بأنه يمتنع إرادة تذكير غير الحقيقي التأنيث لكثرة ما في القرآن منه بالتأنيث نحو * (النار وعدها الله) * * (والتفت الساق بالساق) * * (قالت لهم رسلهم) * وإذ امتنع إرادة غير الحقيقي فالحقيقي أولى قالوا ولا يستقيم إرادة أن ما احتمل التذكير والتأنيث غلب فيه التذكير كقوله تعالى * (والنخل باسقات) * * (أعجاز نخل خاوية) * فأنث مع جواز التذكير قال تعالى * (أعجاز نخل منقعر) * * (من الشجر الأخضر) * 1423 قالوا فليس المراد ما فهم بل المراد ب ذكروا الموعظة والدعاء كما قال تعالى * (فذكر بالقرآن) * إلا أنه حذف الجار والمقصود ذكروا الناس بالقرآن أي ابعثوهم على حفظه كيلا ينسوه 1424 قلت أول الأثر يأبى هذا الحمل 1425 وقال الواحدي الأمر ما ذهب إليه ثعلب والمراد أنه إذا احتمل اللفظ التذكير والتأنيث ولم يحتج في التذكير إلى مخالفة المصحف ذكر نحو * (ولا يقبل منها شفاعة) * قال ويدل على إرادة هذا أن أصحاب عبد الله من قراء الكوفة كحمزة والكسائي ذهبوا إلى هذا فقرؤوا ما كل من هذا القبيل بالتذكير نحو (يوم يشهد عليهم ألسنتهم) وهذا في غير الحقيقي 19 - مسألة 1426 يكره قطع القراءة لمكالمة أحد قال الحليمي لأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره وأيده البيهقي بما في الصحيح كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه 1427 ويكره أيضا الضحك والعبث والنظر إلى ما يلهي
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»