دقائق التفسير - ابن تيمية - ج ٢ - الصفحة ٩٤
غلط في النقل عنه أو في تفسير كلامه أو تعمد تغيير دينه لم يكن على المسيح عليه السلام من ذلك درك وإنما هو رسول عليه البلاغ المبين وقد أخبر الله سبحانه أن أول ما تكلم به المسيح أن قال * (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) * ثم طلب لنفسه السلام فقال * (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) * والنصارى يقولون علينا منه السلام كما يقوم الغالية فيمن يدعون فيه الإلهية كالنصيرية في علي والحاكمية في الحاكم الوجه الثاني أن يقال إن الله لم يذكر أن المسيح مات ولا قتل وإنما قال * (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا) * وقال المسيح * (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) * وقال تعالى سورة النساء الآيات 155 161 فذم الله اليهود بأشياء منها * (وقولهم على مريم بهتانا عظيما) * حيث زعموا أنها بغي ومنها قولهم * (إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) * قال تعالى * (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) * وأضاف هذا القول إليهم
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»