دقائق التفسير - ابن تيمية - ج ٢ - الصفحة ٤٥٩
وقوله * (فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين) * * (إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) * * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين) * * (وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) * * (وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين) * * (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين) * وأما قوله تعالى * (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) * فهي والله أعلم فيمن جحد الفرائض واستخف بها على أنه لم يذكر أن العذاب أعد له وأما العذاب العظيم فقد جاء وعيدا للمؤمنين في قوله * (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) * وقوله * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم) * وفي المحارب * (ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * وفي القاتل * (وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) * وقوله * (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم) * وقد قال سبحانه * (ومن يهن الله فما له من مكرم) * وذلك لأن الإهانة إذلال وتحقير وخزي وذلك قدر زائد على ألم العذاب فقد يعذب الرجل الكريم ولا يهان فلما قال في هذه الآية * (وأعد لهم عذابا مهينا) * علم أنه من جنس العذاب الذي توعد به الكفار والمنافقين ولما قال هناك * (ولهم عذاب عظيم) *
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 470 471 472 473 ... » »»