تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ٣٨٢
هلكة فكأنما أحيا الناس عند المستنقذ، أو يصلى النار بقتل الواحد كما يصلاها بقتل الكل، وإن سلم من قتلها فقد سلم من قتل الناس جميعا، أو يجب بقتل الواحد من القصاص ما يجب بقتل الكل. ومن أحيا القاتل بالعفو عنه فله مثل أجر من أحيا الناس جميعا، أو على الناس ذم القاتل كما لو قتلهم جميعا ومن أحياها بإنجائها من سبب مهلك فعليهم شكره كما لو أحياهم جميعا، أو عظم الله - تعالى - أجرها ووزرها فأحيها بمالك أو بعفوك.
* (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوآ أو يصلبوآ أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33) إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموآ أن الله غفور رحيم (34) يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوآ إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون (35) إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم (36) يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم (37)) * 33 - * (الذين يحاربون الله) * نزلت في قوم من أهل الكتاب نقضوا عهدا كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم فأفسدوا في الأرض، أو في العرنيين المرتدين، أو فيمن حارب وسعى بالفساد. والمحاربة: الزنا والقتل والسرقة،
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»