المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ١٨
وآثروا ولذلك تعدت بعلى ثم حكم الله عز وجل بأن من والاهم واتبعهم في أغراضهم فإنه ظالم أي واضع للشيء غير موضعه وهذا ظلم المعصية لا ظلم الكفر.
قوله عز وجل التوبة 24 هذه الآية تقوي مذهب من رأى أن هذه والتي قبلها إنما مقصودها الحض على الهجرة وفي ضمن قوله * (فتربصوا) * وعيد بين وقوله * (بأمره) * قال الحسن الإشارة إلى عذاب أو عقوبة من الله وقال مجاهد الإشارة إلى فتح مكة والمعنى فإذا جاء الله بأمره فلم تسلبوا ما يكون لكم أجرا ومكانة في الإسلام قال القاضي أبو محمد وذكر الأبناء في الآية لما جلبت ذكرهم المحبة والأبناء صدر في المحبة وليسوا كذلك في أن تتبع آراؤهم كما في الآية المتقدمة وقرأ جمهور الناس وعشيرتكم وقرأ عاصم وحده بخلاف عنه وأبو رجاء وأبو عبد الرحمن وعصمة وعشيراتكم وحسن هذا الجمع إذ لكل أحد عشيرة تختص به ويحسن الإفراد أن أبا الحسن الأخفش قال إنما تجمع العرب عشائر ولا تكاد تقول عشيرات و * (اقترفتموها) * معناه اكتسبتموها وأصل الاقتراف والمقارفة مقاربة الشيء * (وتجارة تخشون كسادها) * بين في أنواع المال وقال ابن المبارك الإشارة إلى البنات اللواتي لا يتزوجن لا يوجد لهن خاطب * (ومساكن) * جمع مسكن بفتح الكاف مفعل من السكنى وما كان من هذا معتل الفاء فإنما يأتي على مفعل بكسر العين كموعد وموطن والمساكن القصور والدور و * (أحب) * خبر كان وكان الحجاج بن يوسف يقرؤها أحب بالرفع وله في ذلك خبر مع يحيى بن يعمر سأله الحجاج هل تسمعني الجن قال نعم في هذا الحرف وذكر له رفع أحب فنفاه قال القاضي أبو محمد وذلك خارج في العربية على أن يضمر في كان الأمر والشأن ولم يقرأ بذلك وقوله * (والله لا يهدي القوم الفاسقين) * عموم لفظ يراد به الخصوص فيمن يوافى على فسقه أو عموم مطلق على أنه لا هداية من حيث الفسق.
قوله عز وجل التوبة 25 - 27
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»