أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٩٣
آخر في معرض المدح فاحتمل أن يكون أحدهما رافعا للآخر واحتمل أن يكون ذلك راجعا إلى حالتين إحداهما أن يكون الباغي معلنا بالفجور وقحا في الجمهور مؤذيا للصغير والكبير فيكون الانتقام منه أفضل وفي مثله قال إبراهيم النخعي يكره للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم فيجترئ عليهم الفساق الثاني أن تكون الفلتة أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ويسأل المغفرة فالعفو ها هنا أفضل وفي مثله نزلت (* (وأن تعفوا أقرب للتقوى) *) البقرة 237 وقوله تعالى (* (فمن تصدق به فهو كفارة له) *) المائدة 45 وقوله (* (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) *) النور 22 المسألة الثانية قال السدي إنما مدح الله من انتصر ممن بغى عليه من غير اعتداء بالزيادة على مقدار ما فعل به يعني كما كانت العرب تفعله ويدل عليه قوله تعالى (* (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) *) الشورى 4 فبين في آخر الآية المراد منها وهو أمر محتمل والأول أظهر وهي الآية السادسة الآية السابعة قوله تعالى (* (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم) *) الآية 42 فيها مسألتان المسألة الأولى هذه الآية في مقابلة الآية المتقدمة في براءة وهي قوله (* (ما على المحسنين من سبيل) *) الشورى 91 فكما نفى الله السبيل عمن أحسن فكذلك أثبتها على من ظلم واستوفى بيان القسمين
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»