أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢١
الآية الثالثة قوله تعالى (* (وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين) *) الآية 69 فيها خمس مسائل المسألة الأولى كلام العرب على أوضاع منها الخطب والسجع والأراجيز والأمثال والأشعار وكان النبي أفصح بني آدم ولكنه حجب عنه الشعر لما كان الله قد ادخر من جعل فصاحة القرآن معجزة له ودلالة على صدقه لما هو عليه من أسلوب البلاغة وعجيب الفصاحة الخارجة عن أنواع كلام العرب اللسن البلغاء الفصح المتشدقين اللد كما سلب عنه الكتابة وأبقاه على حكم الأمية تحقيقا لهذه الحالة وتأكيدا وذلك قوله (* (وما ينبغي له) *) لأجل معجزته التبي بينا أن صفتها من صفته ثم هي زيادة عظمى على رتبته المسألة الثانية قد بينا فيما سبق من أوضاعنا في الأصول وجه إعجاز القرآن وخروجه عن أنواع كلام العرب وخصوصا عن وزن الشعر ولذلك قال أخو أبي ذر لأبي ذر لقد وضعت قوله على أقوال الشعراء فلم يكن عليها ولا دخل في بحور العروض الخمسة عشر ولا في زيادات المتأخرين عليها لأن تلك البحور تخرج من خمس دوائر إحداها دائرة المختلف ينفك منها ثلاثة أبحر وهي الطويل والمديد والبسيط ثم تتشعب عليها زيادات كلها منفكة
(٢١)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»