طه (39 - 28)) يده إلى النار فرفع جمرة فوضعها على لسانه فاحترق لسانه فصار لكنه منها وروى أن يداه احترقت واجتهد فرعون في علاجها فلم يبرأ ولما دعاه قال إلى أي رب تدعوني قال إلى الذي أبرا يدي وقد عجزت عنها وعن لساني صفة لقعدة كأنه قيل عقدة من عقد لساني وهذا يشعر بأنه لم تزل العقدة بكمالها وأكثرهم على ذهاب جميعها * (يفقهوا قولي) * عند تبليغ الرسالة * (واجعل لي وزيرا) * ظهيرا اعتمد عليه من الوزر الثقل لأنه يتحمل عن الملك أوزاره ومؤنته الوزر والملجأ لأن الملك يعتصم برأيه ويلتجئ إليه في أموره أو معينا من المؤازرة وهي المعاونة فوزيرا مفعول أول لا جعل والثاني * (من أهلي) * أو لي وزيرا مفعولاه وقوله * (هارون) * عطف بيان لوزيرا وقوله * (أخي) * بل أو عطف بيان أخر ووزيرا وهارون مفعولاه وقدم ثانيهما على أولهما عناية بأمر الوزارة * (اشدد به أزري) * أقو به ظهري وقيل الأزر القوة * (وأشركه في أمري) * اجعله شريكي في النبوة والرسالة واشدد وأشركه على حكاية النفس شامي على الجواب والباقون على الدعاء والسؤال * (كي نسبحك) * نصلي لك وننرهك تسبيحا * (كثيرا ونذكرك كثيرا) * في الصلوات وخارجها * (إنك كنت بنا بصيرا) * عالما بأحوالنا فأجابه الله تعالى حيث * (قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) * أعطيت مسئولك فالسؤال الطلبة فعل بمعنى مفعول كخبر بمعنى مخبوز سولك بلا همز أبو عمر * (ولقد مننا) * أنعمنا * (عليك مرة) * كرة * (أخرى) * قبل هذه ثم فسرها فقال * (إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى) * إلهاما أو مناما حين ولدت وكان فرعون يقتل أمثالك وإذا ظرف لمننا ثم فسر ما يوحى بقوله * (أن اقذفيه) * ألقيه * (في التابوت) * وان مفسرة لان الوحي بمعنى القول * (فاقذفيه في اليم) * النيل * (فليلقه اليم بالساحل) * الجانب وسمي ساحلا لأن الماء يسحله أي يقشره والصيغة امر ليناسب ما تقدم ومعناه الاخبار أي يلقيه اليم بالساحل * (يأخذه عدو لي وعدو له) * يعني فرعون والضمائر كلها راجعة على موسى ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت يفضي إلى تنابز النظم والمقذوف في البحر والملقى إلى الساحل وإن كان هو التابوت لكن موسى في جوف التابوت روى أنها جعلت في التابوت قطنا محلوجا فوضعته فيه وقبرته ثم ألقته في اليم وكان يشرع منه إلى بستان فرعون نهر كبير فبينما هو جالس على رأس بركة مع أسية إذا بالتابوت فأمر به فأخرج ففتح فإذا بصبي أصبح الناس وجها فأحبه فرعون حبا
(٥٤)