مريم (92 - 87)) ودل عليه ذكر المتقين والمجرمين لأنهم على هذه القسمة ويجوز أن يكون علامة للجمع كالتي في أكلوني البراغيث والفاعل من اتخذ لأنه في معنى الجمع ومحل من اتخذ رفع على البدل من واو يملكون أو على الفاعلية أو نصب على تقدير حذف المضاف أي الأشفاعة من اتخذ والمراد لا يملكون ان يشفع لهم * (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * بان آمن في الحديث من قال لا إله إلا الله كان له عند الله عهد وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهد قالوا وكيف ذلك قال يقول كل صباح ومساء اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة اني أعهد إليك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك وأنك ان تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عهدا توفينيه يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد فإذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كان لهم عند الله عهد فيدخلون الجنة أو يكون من عهد الأمير إلى فلان بكذا إذا أمره به أي لا يشفع إلا المأمور بالشفاعة المأذون له فيها * (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) * أي النصارى واليهود ومن زعم أن الملائكة بنات الله * (لقد جئتم شيئا إدا) * خاطبهم بهذا الكلام بعد الغيبة وهو التفات أو أمر نبيه عليه السلام بأن يقول لهم ذلك والإد العجب أو العظيم المنكر والإدة الشدة وأدني الأمر اثقلتي وعظم على أدا * (تكاد السماوات) * تقرب وبالياء نافع وعلى * (يتفطرن) * وبالنون بصرى وشامي وحمزة وخلف وأبو بكر الانفطار من فطره إذا شقه والتقطر من فطره إذا شققه * (منه) * من عظم هذا القول * (وتنشق الأرض) * تنخسف وتنصل اجزاؤها * (وتخر الجبال) * تسقط * (هدا) * كسرا أو قطعا أو هدما والهدة صوت الصاعقة من السماء وهو مصدر أي تهد هدا من سماع قولهم أو مفعول له حال أي مهدودة * (أن دعوا) * لان سموا ومحله جر بدل من الهاء في منه أو نصب مفعول له علل الخرور بالهد والهد بدعاء الولد للرحمن أو رفع فاعل هدا أي هدها دعاؤهم * (للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) * انبغى مطاوع بغى إذا طلب أي ما يتأتى له اتخاذ الولد وما يتطلب لو طلب مثلا لأنه محال غير داخل تحت الصحة وهذا لأن اتخاذ الولد لحاجة ومجانسة وهو منزه عنهما وفي اختصاص الرحمن وتكريره مرات بيان أنه الرحمن وحده لا يستحق هذا الاسم غيره لأن أصول النعم وفروعها منه فلينكشف عن بصرك غطاؤه فأنت وجميع ما عندك عطاؤه فمن أضاف اليه ولدا فقد جعله كبعض خلقه واخرجه بذلك عن
(٤٨)