تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٣٨
مريم (45 - 41)) لقومك * (في الكتاب) * القرآن * (إبراهيم) * قصته مع أبيه * (إنه كان صديقا نبيا) * بغير همزه وهمزه نافع قيل الصادق المستقيم في الأفعال والصديق المستقيم في الآحوال فالصديق من أبنية المبالغة ونظيره الضحيك والمراد فرط صدقه وكثرة ما صدق به من غيوب الله وآياته وكتبه ورسله اى كان مصدقا لجميع الأنبياء وكتبهم وكان نبيا في نفسه وهذه الجملة وقعت اعتراضا بين إبراهيم وبين ما هو بدل منه وهو * (إذ قال) * وجاز ان يتعلق إذ بكان أو بصديقا نبيا اى كان جامعا لخصائص الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات والمراد بذكر الرسول إياه وقصته في الكتاب ان يتلو ذلك على الناس ويبلغه إياهم كقوله واتل عليهم نبأ إبراهيم وإلا فالله عزوعلا هو ذاكره ومورده في تنزيله * (لأبيه يا أبت) * بكسر التاء وفتحها ابن عامر والتاء عوض من ياء الإضافة ولا يقال يا ابتي لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه * (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر) * المفعول فيهما منسي غير منوى ويجوز أن يقدر اى لا يسمع شيئا ولا يبصر شيئا * (ولا يغني عنك شيئا) * يحتمل ان يكون شيئا في موضع المصدر اى شيئا من الاعناء وأن يكون مفعولا به من قولك اغن عنى وجهك اى بعد * (يا أبت إني قد جاءني من العلم) * الوحي أو معرفة الرب * (ما لم يأتك) * ما في ما لا يسمع وما لم يأتك يجوز أن تكون موصوله أو موصوفة * (فاتبعني أهدك) * أرشدك * (صراطا سويا) * مستقيما * (يا أبت لا تعبد الشيطان) * لاتطعه فيما سول من عبادة الصنم * (إن الشيطان كان للرحمن عصيا) * عاصيا * (يا أبت إني أخاف) * قيل أعلم * (أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا) * قرينا في النار تليه ويليك فانظر في نصيحته كيف راعى المجامله والرفق والخلق الحسن كما أمر نفى الحديث أوحى إلى إبراهيم انك خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار فطلب منه أولا العلة في خطئه طلب منبه على تماديه موقظ لافراطه وتناهيه لأن من يعبد أشرف الخلق منزلة وهم الأنبياء كان محكوما عليه بالعى المبين فكيف بمن يعبد حجرا أو شجرا لا يسمع ذكر عابده ولا يرى هيأت عبادته ولا يدفع عنه بلاء ولا يقضى له حاجة ثم ثنى بدعوته إلى الحق مترفقا به متلطفا فلم يسم أباه بالجهل المفرط ولا نفسه بالعلم الفائق ولكنه قال إن معي شيئا من العلم ليس معك وذلك علم الدلالة على الطريق السوى فهب أنى وإياك في مسير وعندي معرفة بالهداية دونك فاتبعني انجك من أن تضل وتتيه ثم ثلث بنهيه عما كان عليه بأن الشيطان
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»