تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٣١٦
الأحزاب (67 - 61)) لنأمرنك بأن تفعل الافعال التي تسوءهم ثم بأن تضطرهم إلى طلب الجلاء عن المدينة وإلى أن لا يساكنوك فيها إلا زمانا قليلا ريثما يرتحلون فسمى ذلك اغراء وهو التحريش على سبيل المجاز * (ملعونين) * نصب على الشتم أو الحال أي لا يجاورونك إلا ملعونين فلاستثناء دخل على الظرف والحال معا كما مر ولا ينتصب عن أخذو الان بعد حروف الشرط لا يعمل فيما قبلها * (أينما ثقفوا) * وجدوا * (أخذوا وقتلوا تقتيلا) * والتشديد يدل على التكثير * (سنة الله) * في موضع مصدر مؤكد أي سن الله في الذين ينافقون الأنبياء ان يقتلوا أينما وجدوا * (في الذين خلوا) * مضوا * (من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) * أي لا يبدل الله سنته بل يجريها مجرى واحدا في الأمم * (يسألك الناس عن الساعة) * كان المشركون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة استعجالا على سبيل الهزء واليهود يسألونه امتحانا لان الله تعالى عمى وقتها في التوراة وفى كل كتاب فأمر رسوله بأن يجيبهم بأنه علم قد استأثر الله به ثم بين لرسوله أنها قريبة الوقوع تهديدا للمستعجلين واسكانا للممتحنين بقوله * (قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) * شيئا قريبا أو لأن الساعة في معنى الزمان * (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا) * نارا شديدة الاتقاد * (خالدين فيها أبدا) * هذا يرد مذهب الجهمية لأنهم يزعمون أن الجنة والنار تفنيان ولا وقف على سعيرا لأن قوله خالدين فيها حال عن الضمير في لهم * (لا يجدون وليا ولا نصيرا) * ناصرا يمنعهم اذكر * (يوم تقلب وجوههم في النار) * تصرف في الجهات كما ترى البضعة تدور في القدر إذا غلت وخصصت الوجوه لأن الوجه أكرم موضع على الإنسان من جسده أو يكون الوجه عبارة عن الجملة * (يقولون) * حال * (يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) * فنخلص من هذا العذاب فتمنوا حين لا ينفعهم التمني * (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا) * جمع سيد ساداتنا شامي وسهل ويعقوب جمع الجمع والمراد رؤساء الكفرة الذين لقنوهم الكفر وزينوه لهم * (وكبراءنا) * ذوى الأسنان منا أو علماءنا * (فأضلونا السبيلا) * يقال ضل السبيل وأضله إياه
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»