القصص (81 - 78)) ما عنده من العلم هذا حتى لا يغتر بكثرة ماله وقوته أو نفى لعلمه بذلك لأنه لما قال أوتيته على علم عندي قيل عنده مثل ذلك العلم الذي ادعاه ورأى نفسه به مستوجبة لكل نعمة ولم يعلم هذا العلم النافع حتى قي به نفسه مصارع الهالكين * (وأكثر جمعا) * للمال أو أكثر جماعة وعددا * (ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) * لعلمه تعالى بهم بل يدخلون النار بغير حساب أو يعترفون بها بغير سؤال أو يعرفون بسيماهم فلا يسألون أو لا يسألون لتعلم من جهتهم بل يسألون سؤال توبيخ أو لا يسأل عن ذنوب الماضين المجرمون من هذه الأمة * (فخرج على قومه في زينته) * في الحمرة والصفرة وقيل خرج يوم السبت على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها سرج من ذهب ومعه أربعة آلاف على زيه وقيل عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر وعن يمينه ثلاثمائة غلام وعن يساره ثلاثمائة جارية بيض عليهن الحلي والديباج وفي زينته حال من فاعل خرج أي متزينا * (قال الذين يريدون الحياة الدنيا) * قيل كانوا مسلمين وغنما تمنوا على سبيل الرغبة في اليسار كعادة البشر وقيل كانوا كفارا * (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون) * قالوه غبطة والغابط هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه كهذه الآية والحاسد هو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه وهو كقوله تعالى ولا تتمنو ا ما فضل الله به بعضكم على بعض وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضر الغبطة قال لا إلا كما يضر العضاه الخبط * (إنه لذو حظ عظيم) * الحظ الجد وهو البخت والدولة * (وقال الذين أوتوا العلم) * بالثواب والعقاب وفناء الدنيا وبقاء العقبى لغابطي قارون * (ويلكم) * أصل ويلك الدعاء بالهلاك ثم استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما لا يرضى وفي التبيان في الحرب القرآن هو مفعول فعل محذوف أي ألزمكم الله ويلكم * (ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها) * أي لا يلقن هذه الكلمة وهي ثواب الله خير * (إلا الصابرون) * على الطاعات وعن الشهوات وزينة الدنيا وعلى ما قسم الله من القليل عن الكثير * (فخسفنا به وبداره الأرض) * كان قارون يؤذي موسى عليه السلام كل وقت وهو يداريه للقرابة التي بينهما حتى نزلت الزكاة فصالحه عن كل ألف دينار على دينار وعن كل ألف درهم على درهم فحسبه فاستكثره فشحت به نفسه فجمع بني إسرائيل وقال إن موسى يريد أن يأخذ أومالكم فقالوا أنت كبيرنا فمر بما شئت قال نبرطل فلانة البغي حتى ترميه بنفسها فترفضه بنو إسرائيل فجعل لها ألف دينار أو طستا من ذهب أو حكمها فلما كان يوم عيد قام موسى فقال يا بني إسرائيل من سرق قطعناه ومن افترى جلدناه ومن زنى وهو غير محصن جلدناه وإن أحصن رجمناه فقال قارون وإن كنت أنت قال وإن كنت أنا قال فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة فأحضرت
(٢٤٧)