تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٤
القصص (29 - 27)) لي من أجرته إذا كنت له أجيرا * (ثماني حجج) * ظرف والحجة السنة وجمعها حجج والتزوج على رعي الغنم جائز بالاجماع لأنه من باب القيام بأمر الزوجية فلا مناقصة بخلاف التزوج على الخدمة * (فإن أتممت عشرا) * أي عمل عشر حجج * (فمن عندك) * فذلك تفضل منك ليس بواجب عليك أو فاتمامه من عندك ولا أحتمه عليك ولكنك إن فعلته فهو منك تفضل وتبرع * (وما أريد أن أشق عليك) * بالزام أتم الأجلين وحقيقة قولهم شققت عليه وشق عليه الأمر أن الأمر إذا تعاظمك فكأنه شق عليك ظنك باثنين تقول تارة أطيقه وطورا لا أطيقه * (ستجدني إن شاء الله من الصالحين) * في حسن المعاملة والوفاء بالعهد ويجوز أن يراد الصلاح على العموم ويدخل تحته حسن المعاملة والمراد باشتراطه مشيئة الله فيما وعد من الصلاح الاتكال على توفيقه فيه ومعونته لأنه إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل ذلك * (قال) * موسى * (ذلك) * مبتدأ وهوإشارة إلى ما عاهده عليه شعيب والخبر * (بيني وبينك) * يعني ذلك الذي قلته وعاهدتني فيه وشارطتني عليه قائم بيننا جميعا لا يخرج كلانا عنه لا أنا فيما شرطت على ولا أنت فيما شرطت على نفسك ثم قال * (أيما الأجلين قضيت) * أي أي أجل قضيت من الأجلين يعنى العشرة أو الثمانية وأي نصب بقضيت وما زائدة ومؤكدة لا بهام أي وهي شرطية وجوابها * (فلا عدوان علي) * أي لا يعتدي على في طلب الزيادة عليه قال المبرد قد علم أنه لا عدوان عليه في أيهما ولكن جمعهما ليجعل الأقل كالأتم في الوفاء وكما أن طلب الزيادة على الأتم عدوان فكذا طلب الزيادة على الأقل * (والله على ما نقول وكيل) * هو من وكل إليه الأمر وعدى بعلى لأنه استعمل في موضع الشاهد والرقيب روى أن شعيبا كانت عنده عصى الأنبياء عليهم السلام فقال لموسى بالليل أدخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصى فأخذ عصا هبط بها آدم من الجنة ولم يزل الأنبياء عليهم السلام يتوارثونها حتى وقعت إلى شعيب فمسها وكان مكفوفا فضن بها فقال خذ غيرها فما وقع في يده إلا هي سبع مرات فعلم أن له شأنا ولما أصبح قال له شعيبا إذا بلغت مفرق الطريق فلا تأخذ على يمينك فإن الكلأ وإن كان بها أكثر إلا أن فيها تنينا أخشاه عليك وعلى الغنم فأخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر على كفها فمشى على أثرها فإذا عشب وريف لم ير مثله فنام فإذا التنين قد أقبل فحاربته العصا حتى قتلته وعادت إلى جنب موسى دامية فلما أبصرها رامية والتنين مقتولا ارتاح لذلك ولما رجع إلى شعيب مس الغنم فوجدها ملأى البطون غزيرة اللبن فأخبره موسى ففرح وعلم أن لموسى والعصا شأنا وقال له أني وهبت لك من نتاج غنمي هذا العام كل ادرع ودرعاء فأوحى إليه في المنام أن أضرب بعصاك مسقى الغنم ففعل ثم سقى فوضعت كلهن أدرع ودرعاء فوفى له بشرطه * (فلما قضى موسى الأجل) * قال عليه السلام قضى أوفاهما وتزوج صغراهما وهذا بخلاف الرواية التي مرت * (وسار بأهله) *
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»