آل عمران (61 _ 64)) العاقب وكان ذا رأيهم والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أ محمدا نبي مرسل وما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لنهلكن فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غدا محتضنا للحسين آخذا بيدالحسن وفاطمة تمشى خلقه وعلى خلفها وهو يقول إذا أنا دعوت فأمنوا فقال أسقف نجران يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكو ولا يبقى عل وجه الأرض نصراني فقالوا يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك فصالحهم النبي على ألف حلة كل سنة فقال عليه السلام والذي نفسي بيده أن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولولا عنوا لمسخوا قردة وخنازير و إنما ضم الأبناء والنساء و إن كانت المباهلة مختصة وبمن يكاذبه لأن ذلك آكدا في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده لذلك ولم يقتصر على تعريض نفسه له وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبته واعزته إن تمت المباهلة وخص الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على قرب مكانهم ومنزلتهم وفيه دليل واضح على صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يرو أحد من موافق أو مخالف أنهم أجابوا إلى ذلك * (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * منا ومنكم في شأن عيسى ونبتهل ونجعل معطوفان على ندع * (إن هذا) * الذي قص عليك من نبأ عيسى * (لهو القصص الحق) * هو فصل بين اسم إن وخبرها أو مبتدأ والقصص الحق خبره والجملة خبر إن وجاز دخول اللام على الفصل لأنه إذا جاز دخولها على الخبر كان دخول على الفصل أجوز لأنه أقرب إلى المبتدأ منه واصلها أن تدخل على المبتدا ومن في * (وما من إله إلا الله) * بمنزلة البناء على الفتح لا إله إلا الله في إفادة معنى الاستغراق والمراد الرد على النصارى في تثليثهم * (وإن الله لهو العزيز) * في الانتقام * (الحكيم) * في تدبير الأحكام * (فإن تولوا) * أعرضوا ولم يقبلوا * (فإن الله عليم بالمفسدين) * وعيدلهم بالعذاب المذكور في قوله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون * (قل يا أهل الكتاب) * هم أهل الكتابين أو وفد نجران أو يهود المدينة * (تعالوا إلى كلمة سواء) * أي مستوية * (بيننا وبينكم) * لا يختلف فيها القرآن والتوراة والإنجيل وتفسير الكلمة قوله * (ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) * يعنى تعالوا إليها حتى لا تقول عزير ابن الله ولا المسيح ابن الله لأن كل واحد منهما بعضنا بشر مثلنا ولا نطيع أحبارنا فيما أحدثوا من التحريم والتحليل من غير رجوع إلى ما شرع الله وعن عدى بن حاتم ما كنا نعبدهم يا رسول
(١٥٨)