وقد ثبت عن ابن عباس أن في الصورة نعي النبي إلى نفسه، وأمره بالتسبيح والاستغفار ليكون؛ آخر أمره وخاتمة عمله على زيادة الطاعة والذكر لله.
وورد أيضا أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا حضر المهاجرين واستشارهم في شيء، أحضر معهم عبد الله بن عباس، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن لنا أولادا مثله - يعني أنك لا تحضرهم - فقال: إنه من حيث تعلمون، ثم إنه سألهم مرة عن هذه السورة فقالوا: إن الله تعالى أمر رسول الله بالتسبيح والاستغفار حين جاءه الفتح، ودخل الناس في الدين أفواجا، فسأل عبد الله بن عباس عن معنى السورة فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى نعى إلى رسول الله نفسه بهذه السورة، وأمره بزيادة العمل والذكر؛ ليكون خاتمة عمره عليه فقال لسائر المهاجرين: إنما أحضره لهذا وأمثاله، أو كلام هذا معناه، واللفظ المذكور في الصحيح في هذا الخبر أن ابن عباس قال: إنما هو أجل رسول الله أعلمه إياه فقال له عمر: والله لا أعلم منها إلا ما تعلم.
وقيل: إن السورة نزلت في أوسط أيام التشريق.
وقيل: إن رسول الله لم يعش بعد هذه السورة إلا ثمانين ليلة.
وقد قيل: إنها آخر سورة نزلت من القرآن كاملة، والله أعلم.