* (وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر (3) ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر (4) حكمة بالغة فما تغن النذر (5) * * السحر، ويحتمل أن معناه: سحره يشبه سحر موسى وعيسى وغيرهما. وعن بعضهم: أن قوله: * (مستمر) أي: ذاهب باطل، يبطل ويذهب بمضي الزمان، ذكره أبو عبيدة. ويقال: سحر مستمر: أي: شديد محكم. ويقال: استمر من الأرض إلى السماء أي: ظهر سحره في السماء.
وقوله: * (وكذبوا واتبعوا أهواءهم) أي: اتبعه ما دعته نفوسهم إليه من الباطل.
وقوله: * (وكل أمر مستقر) قال مجاهد: الخير لأهل الخير، والشر لأهل الشر. ويقال: الجنة لمن يعمل بالطاعة، والنار لمن يعمل بالمعصية. وقيل: كل أمر مستقر: أي: واقع. وقيل: لكل قول حقيقة وغاية ونهاية في وقوعه وحلوله، ذكره السدى. وعن بعضهم: ويحتمل أن يكون معناه: الإشارة إلى دوام ثواب المؤمنين في الجنة، وعقاب الكافرين في النار.
قوله تعالى: * (ولقد جاءهم من الأنباء) أي: من الأخبار، وهي الأقاصيص وأخبار الأنبياء.
وقوله: * (ما فيه مزدجر) أي: متعظ. يقال: زجرته فانزجر، وكففته فكف، ووعظته فاتعظ.
وقوله: * (حكمة بالغة) معناه أي: القرآن، وما بلغه الرسول عن الله حكمة بالغة، أي: تامة كاملة، ويقال معناه: أنه صواب كله. وقد بينا أن الحكمة هي الإصابة قولا وفعلا.
وقوله: * (فما تغن النذر) أي: أي شيء تغني النذر. ويقال: ' ما ' بمعنى ' لا ' أي: لا تغني النذر عنهم شيئا، وهذا في أقوام بأعيانهم، علم الله منهم أنهم لا يؤمنون، (وأنه) لا ينفعهم إنذار الرسل وإقامة الآيات.