تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٦
* (وإذا مروا باللغو مروا كراما (72) والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا (73) والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما (74) أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما (75) * * قوله تعالى: * (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا).
قال القتيبي معناه: لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها، وكأنهم عمى لم يروها. وقال بعضهم معناه: لم يسقطوا عليها صما وعميانا، بل سمعوا وأبصروا.
قوله تعالى: * (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) أي: أولادا، بررة أتقياء، وقرة العين تذكر عند السرور، وسخنة العين عند الحزن، ويقال: دمع العين عند السرور بارد، وعند الحزن حار. وذكر الأزهري أبو منصور: أن معنى قرة العين أن يصادف قلبه ما يرضاه قلبه، فتقر عينه عن النظر إلى غيره، يعني: لا تنظر إلى غيره.
وعن محمد بن كعب القرظي قال: ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى أهله وولده أتقياء بررة.
وقوله: * (واجعلنا للمتقين إمام) قال الحسن: نقتدي بالمتقين، ويقتدي بنا المتقون.
واستدل بعضهم بهذا على أنه لا بأس بطلب الإمامة في الدين، ويندب إليه.
وقال بعضهم: لا يطلب للرئاسة، ولكن يطلب للدين، ثم حينئذ يقتدي به المتقون، فيصير إماما لهم على ما قال الله تعالى.
قوله: * (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا) قال عطاء، عن ابن عباس: الغرفة من الدر والزبرجد والياقوت. ويقال: هي أعلى منازل الجنة.
وقوله: * (بما صبروا) عن الشهوات، وقيل: صبروا عن الدنيا، وقيل: صبروا على الطاعة.
وقوله: * (ويلقون فيها) وقرئ: ' ويلقون ' مخففا، والمعنى والمعنى واحد.
وقوله: * (تحية) أي: ملكا، وقيل: بقاء [دائما].
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»