* (لقدير (39) الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم) * * (ظلموا) أي: لأنهم ظلموا.
وقوله: * (وإن الله على نصرهم لقدير) أي: قادر.
قوله تعالى: * (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق) أي: ظلما.
وقوله: * (إلا أن يقولوا ربنا الله) قال سيبويه: هذا استثناء منقطع، ومعناه: لكن أخرجوا؛ لأنهم قالوا: ربنا الله، وقال بعضهم: لكن أخرجوا لتوحيدهم.
وقوله: * (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) القول المعروف أن الدفع هاهنا هو دفع المجاهدين عن الدين، وعن سائر المسلمين، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: عمن لا يصلي بالمصلى، وعمن لا يجاهد بالمجاهد، وعمن لا يعلم بمن يعلم.
وروي عن علي - رضي الله عنه - قال: هذا هو الدفع عن التابعين بأصحاب رسول الله، وقال بعضهم: هو الدفع عن الحقوق بالشهود، وعن قطرب - واسمه محمد بن الحسين - قال: هو الدفع عن النفوس بالقصاص.
وقوله: * (لهدمت صوامع وبيع) أي: صوامع الرهبان، وبيع النصارى، * (وصلوات) اليهود أي: مواضع صلاتهم، وقرئ: ' وصلوات ' برفع الصاد واللام قراءة عاصم الجحدري، وعن الضحاك أنه قرأ: ' وصلوات '.
وقوله: * (ومساجد) أي: مساجد المؤمنين، وقال بعضهم: الصوامع للنصارى، والبيع لليهود، والصلوات هي المساجد في الطرق للمسافرين من المؤمنين، وأما المساجد هي المساجد في الأمصار.
وقال بعضهم: الصوامع للصابئين، والبيع للنصارى، والصلوات لليهود، فإن قال قائل: هذه المواضع التي للكفار ينبغي أن تهدم، فكيف قال: لهدمت؟ والجواب عنه: أن معنى الآية: لولا دفع الله لهدمت هذه المواضع في زمان كل نبي؛ فهدمت الصوامع في زمن موسى، والبيع في زمن عيسى، والصلوات في زمن داود وغيره، والمساجد