* (أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون (41) ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون (42) ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو) * * به سرا وعلانية كالمؤمنين المخلصين، ومنهم من لا يؤمن به سرا كالمنافقين.
* (وربك أعلم بالمفسدين) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم) الآية، معناه: لي عملي وجزاؤه ولكم عملكم وجزاؤه. قوله: * (أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) هذا مثل قوله: * (لكم دينكم ولي دين) ومثل قوله تعالى: * (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم).
قوله تعالى: * (ومنهم من يستمعون إليك) الآية، الاستماع: طلب السمع، وقد كانوا يطلبون سماع القرآن للرد والتكذيب به، لا للتفهم والإيمان به. وقوله: * (أفأنت تسمع الصم) الصمم: آفة تمنع من السماع، والمراد من الصمم هاهنا: صمم القلب؛ فإنهم لما لم يسمعوا القرآن للإيمان به وقبوله كأنهم لم يسمعوا، وجعلهم بمنزلة الصم، والصم: جمع الأصم. وقال الزجاج: قد كانوا يسمعون حقيقة؛ ولكن لشدة بغضهم وعداوتهم للنبي لم يستمعوا ليفهموا، فجعلهم كأن لم يسمعوا. قوله: * (ولو كانوا لا يعقلون) معناه: ولو كانوا جهالا.
قوله تعالى: * (ومنهم من ينظر إليك) النظر: طلب الرؤية بتقليب البصر، وأما نظر القلب: هو طلب العلم بالفكرة. وقوله: * (أفأنت تهدي العمي) جعلهم بمنزلة العمي؛ لأنهم لم ينظروا لطلب الحق، والمراد من العمى هاهنا: عمى القلب. ومنهم من قال: جعلهم بمنزلة العمى كما جعلهم بمنزلة الصم حيث لم ينتفعوا لا بأسماعهم ولا بأبصارهم.
وذكر ابن الأنباري حاكيا عن ابن قتيبة أنه استدل بهذه الآية على أن السمع أفضل