* (الصابرين (66) ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم (67) لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما) * * قوله تعالى: * (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) قرئ: ' أسرى، وأسارى '. قال أهل اللغة: أسرى جمع أسير، وأسارى جمع الجمع. وحكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: الأسرى هم المأخوذون من غير شد، والأسارى هم الذين أخذوا وشدوا. والأصح عند أهل اللغة أنه لا فرق بينهما، قاله الأزهري.
وقوله تعالى: * (حتى يثخن في الأرض) الإثخان: القتل، وقيل: المبالغة في التنكيل.
* (تريدون عرض الدنيا) بالإفداء.
قوله تعالى: * (والله يريد الآخرة) معناه: يرغبكم في الآخرة، وقوله: * (والله عزيز حكيم) قد ذكرنا معنى العزيز الحكيم.
واعلم أن الآية نزلت في أسارى بدر؛ فإنه روي: ' أن النبي قتل سبعين يوم بدر، وأسر سبعين من المشركين، ثم إنه استشار أصحابه في الأسارى، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: هؤلاء قومك وأسرتك وأهلك، استبقهم لعل الله أن يهديهم بك، وخذ منهم الفداء؛ فيكون معونة للمسلمين. وقال عمر: هؤلاء آذوك وأخرجوك وكفروا بما جئت به فاضرب أعناقهم. فمال الرسول إلى قول أبي بكر وأحب ما ذكره '.
وروي ' أنه قال لأبي بكر: مثلك مثل إبراهيم حين قال: * (فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) وقال لعمر: مثلك مثل نوح حين قال: * (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) ' ثم قال لأصحابه: لا يخلين أحد منكم