* (ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم (143) قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم) * * متأخرة في التلاوة لكنها متقدمة في المعنى؛ فإنها رأس القصة.
وسبب نزول الآية ما روى جابر: ' أن النبي بعد ما قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يود أن يحوله الله إلى الكعبة فكان يقول لجبريل: وددت لو حولني الله إلى الكعبة؛ فإنها قبلة أبي إبراهيم، وكان يقول لجبريل: سل ربك فقال له جبريل: سل أنت فإنك عند الله بمكان، وكان كلما نزل جبريل تردد وجهه في السماء؛ رجاء أن ينزل بالنسخ '.
قال السدى: إنه كلما افتتح صلاة، كان يردد وجهه في السماء رجاء أن يحوله الله إلى الكعبة، فأقامه الله عليه ستة عشر شهرا، ثم نزل قوله تعالى: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها) أي: تودها وتهواها؛ لأن القبلة الأولى كانت [ترضيه] أيضا.
* (فول وجهك شطر المسجد الحرام) أي نحو البيت.
* (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) أي: نحوه. وفي الخبر أن النبي قال: ' هذه القبلة وأشار إلى البيت '.
* (وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم) يعني التحويل إلى الكعبة * (وما الله بغافل عما تعملون) قال ابن عباس: أول ما نسخ بعدما قدم المدينة هو القبلة.