النار فتشهق إليه النار شهيق البغلة إلى الشعير، ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف.
" * (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) *).
قال ابن عباس: نزلت في المشركين، كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره جبرائيل ما قالوا فيه ونالوا منه، فيقول بعضهم لبعض: أسروا قولكم كي لا يسمع إله محمد. وقال أهل المعاني: إن شئت جعلت (من) في قوله: " * (من خلق) *) اسما للخالق؟ فقلت: ألا يعلم الخالق ما في الصدور وهو اللطيف الخبير، وإن شئت جعلته اسما، فقلت: ألا يعلم الله مخلوقه.
أخبرنا الفنجوي حدثنا موسى بن الحسن بن علوية حدثنا عيسى بن إسماعيل بن عيسى بن المسيب، قال: بينا رجل واقف بالليل في شجر كثير وقصفت الريح فوقع في نفس الرجل فقال: أترى الله يعلم ما يسقط من هذه الورق؟ فنودي من خلفه: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟
وروى محمد بن فضيل عن زرين عن ابن أبي أسماء أن رجلا دخل غيضة فقال: لو خلوت هاهنا للمعصية من كان يراني؟ قال: فسمع صوتا ملأ ما بين لا يتي الغيضة، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟
" * (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) *) سهلا مسخرة لا تمتنع " * (فامشوا في مناكبها) *) قال ابن عباس وقتادة: في جبالها، ضحاك: في آكامها، مجاهد: طرقها وفجاجها، وقال الكلبي: أطرافها، الفراء: في جوانبها، مقاتل: نواحيها، الحسن: سهلها حيث أردتم فقد جعلها لكم ذلولا لا تمتنع، وأصل المنكب الجانب ومنه منكب الرجل، والريح النكاب، وتنكب فلان.
" * (وكلوا من رزقه) *) الحلال " * (وإليه النشور) *) * * (ءأمنتم من في السماء) *) وقال ابن عباس: أمنتم عذاب من في السماء أن عصيتموه. وقيل:
معنى " * (أمنتم من في السماء) *): قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته، وقيل: إنما قال: " * (من في السماء) *) لأنهم كانوا يعترفون بأنه إله السماء، ويزعمون إن الأصنام آلهة الأرض، وكانوا يدعون الله من جهة السماء، وينتظرون نزول أمره بالرحمة والسطوة منها.
وقال المحققون: معنى قوله: " * (في السماء) *) أي فوق السماء كقوله تعالى: " * (فسيحوا في الأرض) *)، أي فوقها لا بالمماسة والتحيز ولكن بالقهر والتدبير