تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٧٠
ويقال هكذا سنة الله في الذين مضوا يعني الذين أضمروا النفاق بأن يسلط الله عليهم الأنبياء بالقتل ويقال * (سنة الله) * * (ولن تجد لسنة الله تبديلا) * يعني مبدلا ومغيرا سورة الأحزاب 63 - 68 قوله عز وجل * (يسألك الناس عن الساعة) * يعني عن قيام الساعة وذلك أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله متى الساعة فقال صلى الله عليه وسلم (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) فنزل * (قل إنما علمها عند الله) * يعني علم قيام الساعة عند الله * (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) * يعني سريعا وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال من أشراط الساعة أن يفتح القول ويحزن الفعل وأن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ومعنى يفتح الأقوال أن تقول أفعل غدا فإذا جاء غدا خالف قوله وقت الفعل وأصل الفتح الابتداء وأن يعد لأخيه عدة حسنة ثم يخالفه وقال عطاء بن أبي رباح من اقتراب الساعة مطر ولا نبات وعلو أصوات الفساق في المساجد وظهور أولاد الزنا وموت الفجأة وانبعاث الدويبضة يعني السفلة من الناس وقوله * (لعل الساعة تكون قريبا) * ولم يقل قريبة لأنها جعلت ظرفا وبدلا ولم تجعل نعتا وصفة ثم قال عز وجل * (إن الله لعن الكافرين) * يعني خذلهم وطردهم من رحمته * (وأعد لهم سعيرا) * يعني جهنم ويقال لعن الكافرين في الدنيا بالقتل وفي الآخرة أعد لهم سعيرا * (خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا) * يعني قريبا ينفعهم * (ولا نصيرا) * أي مانعا يمنعهم من العذاب والسعير في اللغة هو النار الموقدة ثم قال عز وجل * (يوم تقلب وجوههم في النار) * يعني هذا العذاب في * (يوم تقلب وجوههم في النار) * يعني تحول عن الحسن إلى القبح من حال البياض إلى حال السواد وزرقة الأعين ويقال * (تقلب) * يعني تجدد كقوله * (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) * [النساء 56] فيندمون على فعلهم ويوبخون أنفسهم و * (يقولون يا ليتنا أطعنا الله) * فيما أمرنا ونهانا * (وأطعنا الرسولا) * فيما دعانا إلى الحق * (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا) * يعني قادتنا وأشرافنا وعظماءنا * (فأضلونا السبيلا) * يعني صرفونا عن طريق الإسلام ويقال أضللت
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»