تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٧٨
مجاهد ما نزل ملك إلا ومعه روح ولهم أيد وأرجل وهم موكلون على الملائكة كما أن الملائكة موكلون على بني آدم ثم قال عز وجل * (بإذن ربهم) * يعني ينزلون بأمر ربهم * (من كل أمر سلام) * يعني تلك الليلة من كل أمر * (سلام) * يعني سلامة في هذه الليلة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ويقال (سلام) يعني لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها شرا وقال القتبي " من " توضع موضع الباء يعني بكل أمر هي أي بكل خير * (هي حتى مطلع الفجر) * وقال مجاهد من كل أمر سلام وسلام من أن يحدث فيها أذى أو يستطيع الشيطان أن يعمل فيها ويقال معناه * (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) * وقد تم الكلام يعني ينزلون فيها من كل أمر من الرخصة وبكل أمر قدره الله تعالى في تلك الليلة إلى قابل ثم استأنف فقال * (سلام هي) * يعني سلام وبركة وخير كلها * (حتى مطلع الفجر) * يعني إلى مطلع الفجر وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قرأ " من كل امرء " يعني الملائكة يسلمون على كل امرئ وقرأ الكسائي * (حتى مطلع الفجر) * بكسر اللام والباقون بنصب اللام فمن قرأ بالكسر جعله اسما لوقت الطلوع ومن قرأ بالنصب جعله مصدرا يعني يطلع طلوعا ومطلعا والله الموفق و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم
(٥٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 583 ... » »»