تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٦
رحمته لممنوعون * (ثم إنهم لصالوا الجحيم) * يعني إذا دخلوا النار * (ثم يقال هذا) * يعني يقول لهم الخزنة * (هذا الذي كنتم به تكذبون) * يعني تجحدون وقلتم إنه غير كائن سورة المطففين 18 - 21 ثم قال عز وجل * (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين) * يعني حقا إن كتاب المصدقين * (لفي عليين) * وهو فوق السماء السابعة فرفع كتابهم على قدر مرتبتهم * (وما أدراك ما عليون) * ثم وصفه فقال * (كتاب مرقوم) * يعني مكتوبا مختوما في عليين * (يشهده المقربون) * يعني يشهد ذلك الكتاب * (المقربون) * يعني يشهده سبعة أملاك من مقربي أهل كل سماء وقال بعضهم الكتاب أراد به الروح والأعمال يعني يرفع روحه وأعماله إلى عليين سورة المطففين 22 - 28 ثم قال عز وجل * (إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون) * يعني المؤمنين الصالحين * (لفي نعيم) * في الجنة * (على الأرائك ينظرون) * يعني على سرر في الحجال ينظرون إلى أهل النار ويقال * (ينظرون) * إلى عدوهم حين يعذبون * (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) * يعني أثر النعمة وسرورهم في وجوههم ظاهر * (يسقون من رحيق) * يعني يسقون خمرا بيضاء وقال الزجاج الرحيق الشراب الذي لا غش فيه قال القتبي الرحيق الخمرة العتيقة ثم قال * (مختوم ختامه مسك) * يعني إذا شرب وجد عند فراغه من الشراب ريح المسك قرأ الكسائي " خاتمه مسك " وروي عن الضحاك أنه قرأ مثله وقرأ الباقون * (ختامه مسك) * ومعناهما قريب والخاتم اسم والختام مصدر يعني يجد شاربه ريح المسك حين ينزع الإناء من فيه ثم قال تعالى * (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) * يعني بمثل هذا الثواب فليتبادر المتبادرون ويقال فليتحاسد المتحاسدون ويقال فليواظب المواظبون وليجتهد المجتهدون وهذا كما قال * (لمثل هذا فليعمل العاملون) * ثم قال * (ومزاجه من تسنيم) * يعني مزاج الخمر من ماء اسمه تسنيم وهو من أشرف الشراب في الجنة وإنما سمي * (تسنيم) * لأنه يتسنم عليهم فينصب عليهم انصبابا وقال
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»