يعني من الملائكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خلفه ليحفظوه من الشياطين * (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم) * يعني ليعلموا الرسول أن الذي أنزل إليه من رسالات الله وذلك أن الملائكة لو لم يرصدوهم لاستمعوا حين يقرأ جبريل ثم يفشون ذلك قبل أن يخبرهم الرسول فلا يكون بينهم وبين الأنبياء فرق ولا يكون للأنبياء دلالة ثم لا يقبل قولهم وروى أسباط عن السدي في قوله * (إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) * قال إذا بعث إليه تعالى نبيا جعل معه حفظة من الملائكة فإذا جاء الوحي من الله تعالى قالت له الملائكة هذا من الله فإذا جاءه الشيطان قالت الحفظة هذا من الشيطان * (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم) * يعني ليعلم محمد صلى الله عليه وسلم أنهم بلغوا رسالات ربهم وقال مقاتل ليعلم الجن أن الرسل قد قاموا بإبلاغ الرسالة ولم يكونوا المبغين باستراق السمع لأنهم تمازجوا من استراق السمع وقال سعيد بن جبير لم يجيء جبريل قط بالقرآن إلا ومعه أربعة من الحفظة ثم قال عز وجل * (وأحاط بما لديهم) * يعني الله تعالى عالم بما عند الأنبياء ويقال عالم بهم " وأحصى كل شيء عددا " يعني عدد الملائكة وعلم نزول العذاب ووقته وغير ذلك والله أعلم و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
(٤٨٥)