تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٢
مقاتل وقد فعل ويقال إنه يكون في آخر الزمان لا يبقى أحد إلا مسلم أو ذو ذمة للمسلمين وقد فعل ويقال إنه يكون في آخر الزمان * (ولو كره المشركون) * يعني وإن كرهوا ذلك سورة الصف 10 - 14 قوله عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) * أي من عذاب دائم قرأ ابن عامر * (تنجيكم) * بالتشديد والباقون بالتخفيف وهما لغتان أنجاه ونجاه بمعنى واحد ثم بين لهم تلك التجارة فقال * (تؤمنون بالله ورسوله) * يعني تصدقون بتوحيد الله وتصدقون برسوله وبما جاء به من عنده * (وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) * فقدم ذكر المال لأن الإنسان ربما يضن بماله ما لا يضن بنفسه ولأنه إذا كان له مال فإنه يؤخذ به النفس ليغزو * (ذلكم خير لكم) * يعني التصديق والجهاد خير لكم من تركهما * (إن كنتم تعلمون) * أي تعلمون ثواب الله تعالى ويقال * (يعلمون) * أي يصدقون ثم بين ثواب ذلك العمل فقال * (يغفر لكم ذنوبكم) * يعني إن فعلتم ذلك العمل يغفر لكم ذنوبكم * (ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة) * يعني يدخلكم منازل الجنة * (في جنات عدن ذلك الفوز العظيم) * يعني النجاة الوافرة ثم قال عز وجل * (وأخرى تحبونها نصر من الله) * أي ولكم سوى الجنة أيضا عدة أخرى في الدنيا تحبونها ويقال معناه ونجاة أخرى تحبونها * (نصر من الله) * يعني هي النصرة من الله تعالى على عدوكم * (وفتح قريب) * يعني ظفرا سريعا عاجلا في الدنيا والجنة في الآخرة ثم قال * (وبشر المؤمنين) * يعني بشرهم بالجنة ثم قال عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله) * قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " أنصارا لله " بالتنوين والباقون * (أنصار الله) * بالإضافة ومعناهما واحد يعني كونوا أعوان الله بالسيف على أعدائه ومعناه انصروا الله وانصروا دين الله وانصروا محمدا صلى الله عليه وسلم كما نصر الحواريون عيسى ابن مريم عليه السلام وهو قوله تعالى " كما قال عيسى ابن مريم للحواريين
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»