تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٣
ثم ذكر حق الأم وما لقيت من أمر الولد من الشدة فقال * (حملته أمه وهنا على وهن) * يعني ضعفا على ضعف لأن الحمل في الابتداء أيسر عليها فكلما ازداد الحمل يزيدها ضعفا على ضعف * (وفصاله في عامين) * يعني فطامه بعد سنتين من وقت الولادة * (أن اشكر لي ولوالديك) * يعني وصيناه وأمرناه بأن اشكر لي بما هديتك للإسلام واشكر لوالديك بما فعلا إليك ثم قال * (إلي المصير) * فأجازيك بعملك سورة لقمان 15 - 19 ثم قال عز وجل * (وإن جاهداك) * يعني وإن قاتلاك يعني أن حرمة الوالدين وإن كانت عظيمة فلا يجوز للولد أن يطيعهما في المعصية فقال * (وإن جاهداك) * يعني وإن قاتلاك ويقال وإن أراداك * (على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) * يعني ما ليس لك به حجة بأن معي شريكا " فلا تطعمها " في الشرك * (وصاحبهما في الدنيا معروفا) * يعني عاشرهما في الدنيا معروفا بالإحسان وإنما سمي الإحسان معروفا لأنه يعرفه كل واحد وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (حسن المصاحبة أن يطعمهما إذا جاعا وأن يكسوهما إذا عريا) ثم قال * (واتبع سبيل من أناب إلي) * يعني اتبع دين من أقبل إلي بالطاعة * (ثم إلي مرجعكم) * في الآخرة وقال بعضهم إنما يتم الكلام عند قوله * (واتبع سبيل من أناب إلي) * يعني دين من أقبل علي الطاعة ثم استأنف الكلام فقال * (ثم إلي مرجعكم) * تكرارا على وجه التأكيد " فأنبئكم بما كنتم تعلمون " يعني فأجازيكم بها ثم رجع إلى حديث لقمان فقال * (يا بني إنها إن تك) * قال مقاتل وذلك أن ابن لقمان قال لأبيه يا أبتاه إن عملت بالخطيئة حيث لا يراني أحد فكيف يعلمها الله سبحانه وتعالى فرد عليه لقمان وقال * (يا بني إنها إن تك) * يعني الخطيئة * (أن تك) * * (مثقال حبة من خردل) * يعني وزن خردلة * (فتكن في صخرة) * أي الصخرة التي هي أسفل الأرضين وقال بعضهم أراد بها كل صخرة لأنه قال بلفظ النكرة يعني ما في جوف الصخرة الصماء وقال مقاتل هي الصخرة التي في أسفل الأرض وهي خضراء مجوفة ثم قال * (أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله) * يعني يجازي بها ويقال * (يأت بها الله) * عند الميزان فيجازيه بها ويقال هذا مثل لأعمال العباد * (يأت بها الله) * يعني يعطيه
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»