تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٩٧
واستقامت قلوبهم وأعمالهم وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو بإخلاص نية ويقال هذا الخطاب للمنافقين الذين كانوا يعتذرون بالكذب ومعناه * (يا أيها الذين آمنوا) * في العلانية * (اتقوا الله) * * (وكونوا مع الصادقين) * أي مع الذين صدقوا وروي عن كعب بن مالك أنه قال فينا نزلت * (وكونوا مع الصادقين) * وقال الكلبي * (وكونوا مع الصادقين) * يعني المهاجرين والأنصار الذين صلوا إلى القبلتين وقال مقاتل هم الذين وصفهم الله تعالى في آية أخرى * (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله) * [النور: 62] الآية ويقال * (مع الصادقين) * في إيمانهم يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضوان الله عليهم أجمعين حدثنا الفقيه أبو جعفر قال حدثنا أبو بكر القاضي قال حدثنا أحمد بن جرير قال حدثنا قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن جويبر عن الضحاك في قوله * (وكونوا مع الصادقين) * قال أمروا أن يكونوا مع أبي بكر وعمر وأصحابهما قوله تعالى * (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب) * يعني المنافقين الذين بالمدينة وحوالي المدينة * (أن يتخلفوا عن رسول الله) * في الغزو * (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) * يعني لا ينبغي أن يكونوا بأنفسهم أبر وأشفق من نفس محمد صلى الله عليه وسلم وأن يتركوا محبته ويقال * (ولا يرغبوا بأنفسهم) * يعني لا يركنوا بإبقاء أنفسهم على إبقاء نفسه يعني ينبغي لهم أن يتبعوه حيث ما يريد * (ذلك) * يعني النهي عن التخلف ويقال ذلك التحضيض الذي حضهم عليه * (بأنهم لا يصيبهم) * في غزوهم * (ظمأ ولا نصب) * يعني ولا تعب ولا مشقة في أجسادهم ثم قال * (ولا مخمصة) * يعني مجاعة * (في سبيل الله ولا يطؤون موطئا) * يعني لا يطؤون أرضا وموضعا من سهل أو جبل * (يغيظ الكفار) * يعني يحزن الكفار بهم * (ولا ينالون من عدو نيلا) * يعني لا يصيبون من عدو قتلا أو غارة أو هزيمة * (إلا كتب لهم به عمل صالح) * يعني يضاعف حسناتهم على حسنات القاعدين * (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) * يقول لا يبطل ثواب المجاهدين وفي هذه الآية دليل أن ما أصاب الإنسان من الشدة يكتب له بذلك ثواب قال بعضهم لا يكتب له بالشدة ثواب ولكن يحط عنه الخطيئة وقال بعضهم لا يكون بالمشقة أجر ولكن بالصبر على ذلك ثم قال تعالى * (ولا ينفقون نفقة) * يعني في الجهاد * (صغيرة ولا كبيرة) * يعني قليلا ولا كثيرا * (ولا يقطعون واديا) * من الأودية مقبلين إلى العدو أو مدبرين * (إلا كتب لهم) * يعني كتب لهم ثواب * (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) * يقول ليجزيهم بأعمالهم ويقال يجزيهم أحسن من أعمالهم لأنه يعطي بحسنة واحدة عشرة إلى سبعمائة إلى ما لا يدرك حسابه ويقال ليجزيهم بأحسن أعمالهم وتصير سائر أعمالهم فضلا
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»