تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٣
سورة المؤمنون كلها مكية وهي مائة وسبع عشرة آية قال حدثنا الفقيه أبو الليث حدثنا أبو جعفر قال حدثنا أبو بكر بن أبي سعيد قال حدثنا محمد بن علي بن طرخان قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن زيد الأيلي عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القارئ عن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ سورة المؤمنون 1 - 7 * (قد أفلح المؤمنون) * إلى عشر آيات وروي عن كعب الأحبار قال إن الله تعالى لما خلق الجنة قال لها تكلمي فقالت " قد أفح المؤمنون " وروى عن غيره أنها قالت أنا حرام على كل بخيل ومرائي وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقوله * (قد أفلح المؤمنون) * أي سعد وفاز ونجا المصدقون بإيمانهم ثم نعتهم ووصف أعمالهم فقال * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * يعني متواضعين وقال الزهري سكون المرء في صلاته لا يلتفت يمينا ولا شمالا وقال الحسن البصري * (خاشعون) * أي خائفون وروي عنه أنه قال * (خاشعون) * الذين لا يرفعون أيديهم في الصلاة إلا في التكبيرة الأولى وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال الخشوع في الصلاة أن لا تلتفت في صلاتك يمينا ولا شمالا وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام في الصلاة رفع بصره إلى السماء فلما نزلت هذه الآية رمى بصره نحو مسجده وروي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ثم قال عز وجل * (والذين هم عن اللغو معرضون) * يعني الحلف والباطل من الكلام تاركون قال قتادة كل كلام أو عمل لا يحتاج إليه فهو لغو ويقال الذين هم عن الشتم
(٤٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»