عقيم) يوم القيامة يوم ليس له ليلة ولا بعده يوم والعقيم أصله في اللغة المرأة التي لا تلد وكذلك رجل عقيم إذا كان لا يولد له وكذلك كل شيء لا يكون فيه خير يعني لا يكون للكافرين خير في يوم القيامة كما قال الله تعالى * (على الكافرين غير يسير) * [المدثر: 10] ثم وصف ذلك اليوم فقال عز وجل * (الملك يومئذ لله) * لا ينازع فيه أحد * (يحكم بينهم) * يعني يقضي بين الخلق لا حاكم في ذلك اليوم غيره ثم قال * (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يعني أن حكمه في يوم القيامة أن المؤمنين * (في جنات النعيم) * سورة الحج 58 - 59 قوله عز وجل * (الذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين) * يعني الشدة ثم قال عز وجل * (والذين هاجروا) * وذلك أن المسلمين قاتلوا فاستشهدوا فقال الذين لم يستشهدوا وهل لنا أجر فنزل * (والذين هاجروا في سبيل الله) * يعني في طاعة الله من مكة إلى المدينة * (ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا) * يعني يرزقهم الغنيمة في الدنيا لمن لم يموتوا ولم يقتلوا * (وإن الله لهو خير الرازقين) * يعني أفضل الرازقين وأقوى المعطين * (ليدخلنهم مدخلا يرضونه) * يعني الجنة إذا قتلوا وماتوا " وإن الله لعليم حكيم " حيث لم يعجل بالعقوبة وهذه الآية مدنية سورة الحج 60 - 62 قوله عز وجل * (ذلك ومن عاقب) * قال مقاتل وذلك أن مشركي العرب لقوا المسلمين في الشهر الحرام فكره المسلمون القتال فقاتلهم المشركون فبغوا عليهم فنصر الله المسلمين عليهم فوقع في أنفس المؤمنين من القتال في الشهر الحرام فنزل * (ذلك ومن عاقب) * يقول هذا جزاء من عاقب * (بمثل ما عوقب به) * وقال بعضهم * (ذلك) * يعني ما وصفنا من صفة أهل الجنة وأهل النار فهو كذلك فقد تم الكلام * (ومن عاقب) * ابتداء الكلام * (بمثل ما عوقب به) * في الدنيا وقال الكلبي الرجل يقتل له الحميم فله أن يقتل به قاتله * (ثم بغي عليه لينصرنه الله) * على من بغى عليه ويقال إذا زاد على القتل لينصرنه الله ويقال إن الرجل إذا وجب له القصاص فله أن يقتل أو يأخذ الدية فإن أخذ أكثر من حقه
(٤٦٧)