تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٥
سورة الأنبياء 80 - 82 قوله عز وجل * (وعلمناه صنعة لبوس لكم) * يعني دروع الحديد وذلك أن داود عليه السلام خرج يوما متنكرا ليسأل عن سيرته في مملكته فاستقبله جبريل عليه السلام على صورة آدمي فلم يعرفه داود فقال كيف ترى سيرة داود في مملكته فقال له جبريل عليه السلام نعم الرجل هو لولا أن فيه خصلة واحدة قال وما هي قال بلغني أنه يأكل من بيت المال وليس شيء أفضل من أن يأكل الرجل من كد يده فرجع داود عليه السلام وسأل الله عز وجل أن يجعل رزقه من كد يديه فألان له الحديد وكان يتخذ منها الدروع ويبيعها ويأكل من ذلك فذلك قوله * (وعلمناه) * يعني ألهمناه ويقال * (علمناه) * بالوحي " صفة لبوس لكم " * (لتحصنكم من بأسكم) * يعني يمنعكم قتال عدوكم قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص بالتاء * (لتحصنكم) * وقرأ عاصم في رواية أبي بكر " لنحصنكم " بالنون بدليل قوله وعلمناه وقرأ الباقون بالياء بلفظ التذكير يعني ليحصنكم الله عز وجل ويقال يعني اللبوس ومن قرأ بالتاء فهو كناية عن الصنعة واختار أبو عبيد بالتاء * (لتحصنكم) * لأن اللبوس أقرب إليه ثم قال * (فهل أنتم شاكرون) * اللفظ لفظ الاستفهام يعني أشكروا رب هذه النعم ووحدوه قوله عز وجل * (ولسليمان الريح) * قرأ أبو عبد الرحمن الأعرج * (الريح) * بضم الحاء على معنى الابتداء وقراءة العامة * (الريح) * بالنصب ومعناه وسخرنا لسليمان الريح * (عاصفة) * يعني قاصفة شديدة وقال في موضع آخر * (تجري بأمره رخاء) * [ص: 36] أي لينة فإنها كانت تشتد إذا أراد وتلين إذا أراد * (تجري بأمره) * يعني تسير بأمر الله عز وجل ويقال بأمر سليمان * (إلى الأرض التي باركنا فيها) * بالماء والشجر " وكنا بكل شيء عالمين " يعني من أمر سليمان وغيره قوله عز وجل * (ومن الشياطين من يغوصون له) * يعني سخرنا لسليمان من الشياطين من يغوصون له في البحر * (ويعملون عملا دون ذلك) * من البنيان وغيره * (وكنا لهم حافظين) * من أن يهيجوا أحدا في زمانه ويقال يحفظهم أن لا يفسدوا ما عملوا ويقال * (وكنا لهم حافظين) * ليطيعوا سليمان عليه السلام ولا يعصوه سورة الأنبياء 83 قوله عز وجل * (وأيوب إذ نادى ربه) * يعني أذكر أيوب عليه السلام وصبره روي في
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»