ثم أخبر عن قلة صبرهم عند العذاب فقال * (ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك) * يعني أصابتهم عقوبة من عذاب ربك ويقال معناه ولئن أصابهم العذاب أي طرف من عذاب ربك ويقال أدنى شيء من عذاب ربك " ليقولن يا ويلتا إنا كن ظالمين " ظلمنا أنفسنا بترك الطاعة لله ربنا سورة الأنبياء 47 - 50 قوله عز وجل * (ونضع الموازين القسط) * يعني ميزان العدال * (ليوم القيامة) * يعني في يوم القيامة قال ابن عباس هو ميزان له لسانان وكفتان توزن فيه أعمال الحسنات والسيئات فيجاء بالحسنات في أحسن صورة ويجاء بالسيئات في أقبح صورة * (فلا تظلم نفس شيئا) * يعني لا ينقص من ثواب أعمالهم شيئا * (وإن كان مثقال حبة) * يعني وزن حبة * (من خردل) * قرأ نافع * (مثقال حبة) * بضم اللام وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالرفع فمعناه وإن حصل للعبد مثقال حبة من خردل ومن قرأ بالنصب معناه وإن كان العمل مثقال حبة يصير خبر كان * (أتينا بها) * يعني جئنا بها وأحضرناها وقرأ بعضهم * (آتينا) * بالمد يعني جازينا بها وأعطينا بها وأثبتنا وقراءة العامة بغير مد ثم قال * (وكفى بنا حاسبين) * أي مجازين قوله عز وجل * (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان) * يقول النصرة والنجاة فنصر موسى وهارون عليهما السلام وأهلك عدوهما فرعون * (وضياء) * يعني الذي أنزل عليهما من الحلال والحرام في الكتاب قرأ ابن كثير " وضئاء " بهمزتين وقرأ الباقون بهمزة واحدة * (وذكرا) * يعني عظة * (للمتقين) * الذين يتقون الكفر والفواحش والكبائر وقال مجاهد الفرقان الكتاب وقال السدي الفرقان والنصر والضياء النور وذكرا قال التوراة وقال مقاتل الفرقان والتوراة وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء وذكرا " يعني أعطيناهما التوراة نورا وعظة وروي عن عكرمة قال كان ابن عباس أنه كان يقرأ * (الذين استجابوا لله والرسول) * اقرأوا بالواو يعني والذين إستجابوا " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء " بغير واو وقال إجعلوا هذه الواو عند قوله " والذين إستجابوا لله والرسول " ثم قال عز وجل * (الذين يخشون ربهم بالغيب) * يعني يعملون لربهم في غيب عنه
(٤٢٨)