تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ١٨٥
ورش بالألف والياء مع السكون وكذلك يقرأونه في * (مثواي) * و " محياي " و * (عصاي) * بسكون بالياء وقرأ حمزة والكسائي * (يا بشرى) * بغير ألف وسكون الياء وكسر الراء فمن قرأ " يا بشراي " يكون بمعنى الإضافة إلى نفسه ومن قرأ * (يا بشرى) * يكون على معنى تنبيه المخاطبين كقوله يا عجبا وإنما أراد به اعجبوا ومن قرأ * (يا بشرى) * كأنه اسم رجل دعاه بإسمه بشرى وقال أبو عبيدة هذه القراءة تقرأ لأنها تجمع المعنيين إن أراد به الاسم أو أراد به البشرى بعينها وقال السدي تعلق يوسف بالحبل فخرج فلما رآه صاحب الدلو نادى رجلا من أصحابه يقال له البشرى وقال يا بشراي هذا غلام وقال قتادة وغيره إنه بشر واردهم حين وجد يوسف ثم قال * (وأسروه بضاعة) * يعني التجار بعضهم بعضا وقال بعضهم لبعض أكتموه عن أصحابكم لكيلا يسألوكم فيه بشركة فإن قالوا لكم ما هذا الغلام قولوا إستبضعنا بعض أهل الماء لنبيعه لهم بمصر فذلك قوله * (وأسروه بضاعة) * يعني أسروه وأعلنوه بضاعة فرجع إخوته بعد ثلاثة أيام فرأوا يوسف في أيديهم فقالوا هذا غلام أبق منا منذ ثلاثة أيام فقالوا لهم ما بال هذا الغلام لا يشبه العبيد وإنما هو يشبهكم فقالوا إنما ولد في حجرنا وإنه ابن وليدة منا أمرتنا ببيعه وقالوا ليوسف بلسانهم لئن أنكرت أنك عبد لنا لنأخذنك ونقتلنك أترى أنا نرجع بك إلى يعقوب أبدا وقد أخبرناه أن الذئب قد أكلك فقال يا إخوتاه إرجعوا بي إلى أبي وأنا ضامن لكم رضاه وأنا لا أذكر له هذا أبدا فأبوا عليه فذلك قوله تعالى * (والله عليم بما يعملون) * يعني بما يصنع به إخوته قوله تعالى * (وشروه بثمن) * يعني باعوه * (بثمن بخس) * يعني ظلما وحراما لم يحل بيعه ويقال * (بثمن بخس) * أي بدراهم رديئة ويقال البخس الخسيس * (دراهم معدودة) * أي يسير عددها وقال مجاهد البخس القليل والمعدودة عشرون درهما وقال كان في ذلك الزمان ما كان فوق الأوقية وزنوه وزنا وما كان دون الأوقية عدوه عدا وقال بعضهم باعوه بعشرة دراهم لأن اسم الدرهم يقع على ما بين الثلاثة إلى العشرة فأصاب كل واحد منهم درهما وروي عن الضحاك أنه قال باعوه باثني عشر درهما وقال ابن مسعود بيع بعشرين درهما وقال عكرمة البخس أربعون درهما وقال بعضهم لم يبعه إخوته ولكن الذين وردوا الماء وجدوه في البئر وأخرجوه من البئر فباعوه بثمن بخس * (دراهم معدودة) * وهو قول المعتزلة لأن مذهبهم أن الأنبياء معصومون عن الكبيرة قبل النبوة لأن الكبيرة عندهم تخرج
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»