تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٨٣
الحج 73 والثاني في الملك وهو قوله " وقالوا اتخذ الله ولدا سبحنه بل له ما في السماوات والأرض كل له " البقرة 116 وقال في الأوثان * (لا يملكون شيئا) * الزمر 43 والثالث في القوة وهو قوله تعالى " إن الله على كل شيء قدير " البقرة 20 * (وهو السميع البصير) * الشورى 11 * (إن ربي قريب مجيب) * هود 61 * (ذو القوة المتين) * الذاريات 58 وقال في الأوثان * (ألهم أرجل يمشون بها) * الأعراف 195 فوصفهم بالعجز والرابع بالأسماء فقال * (ولله الأسماء الحسنى) * وقال في الأوثان * (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) * ويقال إن الكفار أرادوا أن يسموا آلهتهم الله فجرى على لسانهم اللات وقال أهل اللغة إنما سمي اللات لأنه عنده كان رجل يلت السويق وأرادوا أن يسموا العزيز فجرى على لسانهم العزى وأرادوا أن يسموا منان فجرى على لسانهم مناة وبقيت تلك الأسماء للأصنام وأصل الإلحاد هو الميل ولهذا سمي اللحد لحدا لأنه في ناحية ثم قال * (سيجزون ما كانوا يعملون) * يعني سيثابون ويعاقبون بما كانوا يعملون من الشرك والإلحاد في الأسماء سورة الأعراف 181 - 186 قوله تعالى * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق) * يعني جماعة وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم * (يهدون بالحق) * يعني يدعون إلى الحق ويأمرون بالحق * (وبه يعدلون) * يعني وبالحق يعملون وذلك أنه لما نزل قوله تعالى * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * الأعراف 159 قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله قد ذكر الله تعالى هؤلاء الرهط بالخير الجسيم من بني إسرائيل إن آمنوا بك وجعل لهم أجرين ولنا أجرا واحدا وقد صدقناك والرسل والكتب فنزل * (وممن خلقنا أمة) * يعني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم * (يهدون بالحق وبه يعدلون) * قوله تعالى * (والذين كذبوا بآياتنا) * يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن * (سنستدرجهم) * يعني سنأخذهم بالعذاب * (من حيث لا يعلمون) * يعني من حيث لا يشعرون وقال الكلبي يعني نزين لهم فنهلكهم من حيث لا يعلمون يقول سنأتيهم بالعذاب وهم المستهزئون فيقتل كل رجل منهم بغير قتلة صاحبه وقال القتبي الاستدراج أن يذيقهم من بأسه قليلا قليلا ويقال
(٥٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 ... » »»