تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٠١٨
فاخذتهم إلى ركبهم، ثم إلى حجرهم، ثم إلى مناكبهم، ثم قال: اقبلي بكنوزهم وأموالهم قال: فأقبلت بها حتى نظروا إليها، ثم أشار موسى بيده، قال: اذهبوا بني لاوي، فاستوت بهم الأرض.
17156 حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا محاضر، ثنا الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ان قارون كان من قوم موسى وكان ابن عمه وكان تتبع العلم حتى جمع علما فلم يزل في امره ذلك حتى بغى على موسى وحسده، فقال له موسى: ان الله امرني ان اخذ الزكاة من كل أربعين درهما درهم فأبى، فقال: من كل مائة درهم درهم فأبى، فقال لا يطيق هذا حتى الألف، فقال: في كل ألف دينار أو درهم، قال: ان موسى يريد ان يأكل أموالكم، فيكف نصنع؟ قالوا: أمرنا بأمرك تبع، فأرسلوا إلى امرأة من بغايا بني إسرائيل فقالوا لها: نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى انه فجر بك قالت: نعم، قال: فجاء قارون إلى موسى قال: اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما امرك ربك، قال: نعم، فجمعهم فقالوا: ما امرك؟ قال: امرني ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وان تصلوا الرحم، وكذا وكذا، وأمرني في الزاني إذا زنى وقد أحصن ان يرجم فقالوا: وان كنت أنت؟ قال: نعم.
وفي السارق إذا سرق ان يقطع، فقالوا: وان كنت أنت؟ قال: نعم قالوا فإنك قد زنيت، قال: إذا فأرسلوا إلى المراة، فجاءت فقالوا ما تشهدين على موسى؟ فقال لها موسى: أنشدك بالله الا ما صدقت فقالت: اما إذا أنشدتني بالله فإنهم دعوني وجعلوا لي جعلا على أن اقذفك بنفسي وانا اشهد انك بريء وانك رسول الله، قال: فخر موسى ساجدا يبكي فأوحى الله اليه ما يبكيك؟ قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك، قال: فرفع رأسه فقال: خذيهم فاخذتهم وأشار إلى وركيه، فقالوا: يا موسى، فقال: خذيهم وأشار إلى صدره، فقالوا: يا موسى.
فقال: خذيهم قال: فغرقوا فيها فقال الله: فخسفنا به وبداره الأرض إلى اخر الآية، فأصاب بني إسرائيل بلاء وجوع شديد فاتوا موسى فقالوا: ادع لنا، فدعى الله، فقال الله: اتدعوني لقوم قد اظلم ما بيني وبينهم من الذنوب، فقال: اما انهم قد دعوك حين هلكوا ولو إياي دعوا لاجبتهم.
(٣٠١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3013 3014 3015 3016 3017 3018 3019 3020 3021 3022 3023 ... » »»