تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣١٣
صفاء القوارير. فذلك قوله في * (هل أتى على الإنسان) * [الإنسان: 1] * (كانت قواريرا قوارير من فضة) * [الإنسان: 15، 16].
ثم قال: * (وكأس من معين) * [آية: 18] يعني من خمر جار، وكل معين في القرآن، فهو جار غير الذي في * (تبارك الذي بيده الملك) * [الملك: 1] يعني به زمزم، * (إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) * [الملك: 3]، يعني ظاهرا تناله الدلاء، وكل شئ في القرآن كأس، فهو الخمر * (لا يصدعون عنها) * فتوجع رؤوسهم * (ولا ينزفون) * [آية: 19] بها * (وفاكهة مما يتخيرون) * [آية: 20] يعني يختارون من ألوان الفاكهة * (ولحم طير) * يعني من لحم الطير * (مما يشتهون) * [آية: 21] إن شاءوا شواء، وإن شاءوا قديدا كل طير ينعت نفسه لولي الله تعالى * (وحور عين) * [آية: 22] يعني البيضاء العيناء حسان الأعين * (كأمثال اللؤلؤ المكنون) * [آية: 23] فشبههم في الكن كأمثال اللؤلؤ المكنون في الصدف المطبق عليه، لم تمسه الأيدي، ولم تره الأعين، ولم يخطر على قلب بشر، كأحسن ما يكون.
تفسير سورة الواقعة من الآية (24) إلى الآية (26).
هذا الذي ذكر لهم في الآخرة * (جزاء بما كانوا يعملون) * [آية: 24] في الدنيا * (لا يسمعون فيها) * يعني الجنة * (لغوا ولا تأثيما) * [آية: 25] يقول:
لا يسمع في الجنة بعضهم من بعض لغوا يعني الحلف، ولا تأثيما يعني كذبا عند الشراب، كفعل أهل الدنيا إذا شربوا الخمر * (إلا قيلا سلاما سلاما) * [آية: 26] يعني كثرة السلام من الملائكة نظيرها في الرعد: * (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم) * [الرعد: 23، 24].
تفسير سورة الواقعة من الآية (27) إلى الآية (40).
ثم قال: * (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين) * [آية: 27] يقول: ما لأصحاب اليمين من الخير، ثم ذكر ما أعد الله لهم من الخير في الآخرة، فقال: * (في سدر مخضود) * [آية: 28]
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»