تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٦٣
فهير خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه قيل له: إنك وخيم ثقيل بخيل، والغيبة أن يقول الرجل المسلم لأخيه ما فيه من العيب، فإن قال ما ليس فيه فقد بهته.
ثم ضرب للغيبة مثلا، فقال: * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) * يقول:
إذا غاب عنك المسلم، فهو حين تذكره بسوء بمنزلة الشئ الميت، لأنه لا يسمع بعيبك إياه، فكذلك الميت لا يسمع ما قلت له، فذلك قوله: * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) * يعني كما كرهتم أكل لحم الميت، فأكرهوا الغيبة لإخوانكم * (واتقوا الله) * في الغيبة فلا تغتابوا الناس * (إن الله ثواب) * على من تاب * (رحيم) * [آية: 12] بهم بعد التوبة، والغيبة أن تقول لأخيك ما فيه من العيب، فإن قلت ما ليس فيه فقد بهته، وإن قلت ما بلغك فهذا الإفك.
تفسير سورة الحجرات من الآية (13) فقط.
قوله: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) * يعني آدم وحواء نزلت في بلال المؤذن، وقالوا:
في سلمان الفارسي، وفي أربعة نفر من قريش، في عتاب بن أسيد بن أبي العيص، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وأبي سفيان بن حرب، كلهم من قريش، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة أمر بلالا فصعد ظهر الكعبة وأذن، وأراد أن يذل المشركين بذلك، فلما صعد بلال وأذن. قال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم، وقال الحارث بن هشام: عجبت لهذا العبد الحبشي أما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغراب الأسود، وقال سهيل بن عمرو: إن يكره الله شيئا يغيره، وقال أبو سفيان: أما أنا فلا أقول، فإني لو قلت شيئا لتشهدن على السماء ولتخبرن عني الأرض.
فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقولهم، فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ' كيف ثلت ما عتاب '؟ قال: قلت: الحمد الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم، قال: ' صدقت '، ثم قال للحارث بن هشام: ' كيف قلت '؟ قال: عجبت لهذا العبد الحبشي، وأما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغراب الأسود، قال: ' صدقت '، ثم قال لسهيل بن عمرو: ' كيف قلت '؟
قال: قلت: إن يكره الله شيئا يغيره، قال: ' صدقت '، ثم قال لأبي سفيان: ' كيف قلت '؟ قال: قلت: أما أنا فلا أقول شيئا، فإني لو قلت شيئا لتشهدن على السماء
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»