تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٦
* (ما تحذرون) * [آية: 64].
* (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) *، وذلك حين انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزاة تبوك إلى المدينة، وبين يديه هؤلاء النفر الأربعة يسيرون، ويقولون: إن محمدا يقول إنه نزل في إخواننا الذين تخلفوا في المدينة كذا وكذا، وهم يضحكون ويستهزءون، فأتاه جبريل، فأخبره بقولهم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمارا أنهم يستهزءون ويضحكون من كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإنك إذا سألتهم ليقولن لك: * (إنما كنا نخوض ونلعب) * فيما يخوض في الركب إذا ساروا، قال:
فأدركهم قبل أن يحترقوا فأدركهم، فقال: ما تقولون؟ قالوا: فيما يخوض فيه الركب إذا ساروا، قال عمار: صد الله ورسوله، وبلغ الرسول، عليه السلام، عليكم غضب الله، هلكتم أهلككم الله.
ثم انصرف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء القوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه، فقال المخشن:
كنت أسايرهم والذي أنزل عليك الكتاب ما تكلمت بشيء مما قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينههم عن شيء مما قالوا، وقبل العذر، فأنزل الله عز وجل: * (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) *، يعنى ونتلهى * (قل) * يا محمد * (أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون) * [آية: 65]، استهزءوا بالله لأنهما من الله عز وجل.
* (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن تعف عن طائفة منكم) *، يعنى المخش الذي لم يخض معهم، * (نعذب طائفة) *، يعنى الثلاثة الذين خاضوا واستهزءوا،
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»