ثم أخبر عن المنافقين، فقال: * (ولو أرادوا الخروج) * إلى العدو، * (لأعدوا له عدة) *، يعنى به النية، * (ولكن كره الله انبعاثهم) *، يعنى خروجهم، * (فثبطهم) * عن غزاة تبوك، * (وقيل اقعدوا) *، وحيا إلى قلوبهم، * (مع القعدين) * [آية: 46] ألهمو ذلك، يعنى مع المتخلفين.
* (لو خرجوا فيكم) *، يعنى معكم إلى العدو، * (ما زادوكم إلا خبالا) *، يعنى عيا، * (ولأ وضعوا خلالكم) *، يتخلل الراكب الرجلين حتى يدخل بينهما، فيقول ما لا ينبغي، * (يبغونكم الفتنة) *، يعنى الكفر، * (وفيكم) * معشر المؤمنين، * (سمعون لهم) * من غير المنافقين، اتخذهم المنافقون عيونا لهم يحدثونهم، * (والله عليم بالظلمين) * [آية: 47]، منهم: عبد الله بن أبي، وعبد الله بن نبيل، وجد بن قيس، ورفاعة بن التابوت، وأوليس بن قيظى.
ثم أخبر عن المنافقين، فقال: * (لقد ابتغوا الفتنة من قبل) * يعنى الكفر في غزوة تبوك، * (وقلبوا لك الأمور) * ظهرا لبطن كيف يصنعون، * (حتى جاء الحق) *، يعنى الإسلام، * (وظهر أمر الله) *، يعنى دين الإسلام، * (وهم كارهون) * [آية:
48] للإسلام.
* (ومنهم) *، يعنى من المنافقين، * (من يقول ائذن لي ولا تفتني) *، ولذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالجهاد إلى غزاة تبوك، وذكر بنات الأصفر لقوم، وقال: ' لعلكم تصيبون منهن ' قال ذلك ليرغبهم في الغزو، وكان الأصفر رجلا من الحبش، فقضى الله له أن ملك الروم، فاتخذ من نسائهم لنفسه، وولدن له نساء كن مثلا في الحسن، فقال جد بن قيس الأنماري، من بني سلمة بن جشم: يا رسول الله قد علمت الأنصار حرصي على النساء وإعجابي بهن، وإني أخاف أن أفتتن بهن، فأذن لي ولا تفتني ببنات الأصفر، وإنما اععتل بذلك كراهية الغزو، فأنزل الله عز وجل: * (ومنهم) *، يعنى من المنافقين، * (من يقول ائذن لي ولا تفتني) *، يقول الله: * (ألا في الفتنة