تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٤٤
* (وقالت اليهود عزير ابن الله) *، وذلك أن اليهود قتلوا الأنبياء بعد موسى، فرفع الله عنهم التوراة، ومحاها من قلوبهم، فخرج عزيز يسيح في الأرض، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال له: أين تذهب؟ قال: لطلب العلم، فعلمه جبريل التوراة كلها، فجاء عزيز بالتوراة غضا إلى بني إسرائيل فعلمهم، فقالوا: لم يعلم عزير هذا العلم إلا لأنه ابن الله فذلك قوله: * (وقالت اليهود عزير ابن الله) *، ثم قال: * (وقالت النصارى المسيح ابن الله) *، يعنون عيسى ابن مريم، * (ذلك قولهم بأفواههم) *، يقول: هم يقولون بألسنتهم من غير علم يعلمونه، * (يضهئون) *، يعنى يشبهون * (قول الذين كفروا) *، يعنى قول اليهود * (من قبل) * قول النصارى لعيسى إنه ابن الله، كما قالت اليهود عزير ابن الله، فضاهأت، يعنى أشبه قول النصارى في عيسى قول اليهود في عزير، * (قاتلهم الله) *، يعنى لعنهم الله * (أنى يؤفكون) * [آية: 30]، يعنى النصارى من أين يكذبون بتوحيد الله.
ثم أخبر عن النصارى، فقال: * (اتخذوا أخبارهم) *، يعنى علماءهم، * (ورهبانهم) *، يعنى المجتهدين في دينهم أصحاب الصوامع، * (أربابا) *، يعنى أطاعوهم * (من دون الله و) * اتخذوا * (والمسيح ابن مريم) * ربا، يقول:
* (وما أمروا) *، يعنى وما أمرهم عيسى، * (إلا ليعبدوا إلها واحدا) *، وذلك أن عيسى قال لبني إسرائيل في سورة مريم، وفي حم الزخرف: * (إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) * [الزخرف: 64]، فهذا قول عيسى لبني إسرائيل، ثم قال: * (لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) * [آية: 31]، نزه نفسه عما قالوا من البهتان.
ثم أخبر عنهم، فقال: * (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) *، يعنى دين الإسلام بألسنتهم بالكتمان، * (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) *، يعنى يظهر دينه الإسلام، * (ولو كره الكافرون) * [آية: 32] أهل الكتاب بالتوحيد.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»