تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٨٠
أعد للخصمين، فقال: * (فالذين كفروا) * يعنى اليهود والنصارى * (قطعت لهم) * يعنى جعلت لهم * (ثياب من نار) * يعنى قمصا من نحاس من نار، فيها تقديم * (يصب من فوق رؤوسهم الحميم) * [آية: 19] إذا ضربه الملك بالمقمعة ثقب رأسه، ثم صب فيه الحميم الذي قد انتهى حره.
* (يصهر) * يعنى يذاب * (به) * يعنى بالحميم * (ما في بطونهم والجلود) * [آية: 20] يقول: وتنضج الجلود.
* (ولهم مقمع من حديد) * [آية: 21] * (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) * وذلك إذا جاشت جهنم ألقت الرجال في أعلى الأبواب فيريدون الخروج فتعيدهم الملائكة، يعنى الخزان فيها بالمقامع، وتقول لهم الخزانة إذا ضربوهم بالمقامع:
* (وذوقوا عذاب الحريق) * [آية: 22] يعنى النار، ثم ذكر ما أعد الله، عز وجل، للمؤمنين، فقال سبحانه: * (إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) * يقول: تجري العيون من تحت البساتين * (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا) * أي أساور من لؤلؤ * (ولباسهم فيها حرير) * [آية: 23] مما يلي الجسد الحرير، وأعلاه السندس والإستبرق * (وهدوا) * في الدنيا * (إلى الطيب من القول) * يعنى التوحيد، وهو قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كقوله:
* (كلمة طيبة) * [إبراهيم: 24] يعنى التوحيد * (وهدوا إلى صراط) * يعنى دين الإسلام * (الحميد) * [آية: 24] عند خلقه يحمده أولياؤه * (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله) * يقول: ويمنعون الناس عن دين الناس عن دين الله، عز وجل، * (و) * عن * (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه) * يعنى المقيم في الحرم، وهم أهل مكة * (والباد) * يعنى من دخل مكة من غير أهلها * (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) * يقول:
من لجأ إلى الحرم يميل فيه بشرك * (نذقه من عذاب أليم) * [آية: 25] يعنى وجيعا نزلت في عبد الله بن أنس بن خطل القرشي من بني تيم بن مرة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله مع رجلين أحدهما مهاجر، والآخر من الأنصار، فافتخروا في الأنساب، فغضب ابن خطل، فقتل الأنصاري، ثم هرب إلى مكة، ورجع المهاجر إلى المدينة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عبد الله يوم فتح مكة، فقتله أبو برزة الأسلمي، وسعد بن حريث القرشي، أخو عمرو بن حريث.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»