' ورأيت موسى، عليه السلام، رجلا طويلا، آدم شديد الأدمة، ضرب اللحم، سبط الشعر أشعر كأنه من رجال أزد شنوءة، لو لبس قميصين لرؤى شعره منهما، ورأيت إبراهيم عليه السلام، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، فبدأني بالسلام والمصافحة والترحم، ورأيت الدجال، رجلا جسيما، لحيما، آدم، جعد الرأس، كث اللحية، ممسوح العين، أحلى الجبهة براق الثنايا، مكتوب بين عينيه كافر، شبيه بفطن بن عبد العزى '.
' ورأيت عمرو بن ربيعة بن يحيى بن قمعة بن خندف الخزاعي، والحارث بن كعب ابن عمرو، وعليهما وفرة يجران قصبهما في النار '، يعنى أمعاءهما، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ولم؟
قال: ' لأنهما أول من سيبا السائبة، واتخذا البحيرة والوصيلة والحام، وأول من سميا اللات والعزى، وأمرا بعبادتهما، وغيرا دين الحنيفية ملة إبراهيم، عليه السلام، ونصبا الأوثان حول الكعبة، فأما عمرو بن ربيعة، فهو رجل قصير، أشبه الناس به هذا، يعنى أكثم بن الجون الخزاعي '، فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: ' لا أنت مؤمن وهو كافر '.
فقال رجل من كفار قريش للمطعم بن عدي: عجلت على ابن أخيك، ثم قال كهيئة المستهزئ: رويدك يا محمد حتى نسألك عن عيرنا، هل رأيتها في الطريق؟ قال: ' نعم '، قال: فأين رأيتها؟ قال: ' رأيت عير بني فلان بالروحاء نزولا، قد ضلت لهم ناقة، وهم في طلبها، فمررت على رجالهم وليس بها أحد منهم، فوجدت في إناء لهم ماء، فشربت منه وتوضأت، فاسألوهم إذا أتوكم، هل كان ذلك؟ '، قالوا: هذه آية.
قال: ' ومررت على عير بني فلان، في وادي كذا وكذا، في ساعة كذا وكذا من الليل، ومعي جبريل وميكائيل، عليهما السلام، فنفرت منا إبلهم، فوقعت ناقة حمراء فانكسرت، فهم يجبرونها، فاسألوهم إذا أتوكم، هل كان ذلك؟ '، قالوا: نعم، هذه آية، قال رجل منهم: فأين تركت عيرنا؟ قال: ' تركتها بالتنعيم قبيل '، قال: فإن كنت صادقا، فهي قادمة الآن، قال: ' نعم '، قال: فأخبرنا بعدتها وأحمالها وما فيها، قال:
' كنت عن ذلك مشغولا، غير أن برنسا كان لهم على البعير الذي يقدم الركب، فسقط البرنس فرجع حبشي من القوم فأصابه، فوضعه على آخر الركب، فاسألوهم إذا أتوكم هل كان ذلك '.
فبينا هو صلى الله عليه وسلم يحدثهم، إذ مثل الله عز وجل له كل شيء حتى نظر إلى عدتها وأحمالها ومن فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' أين السائل آنفا عن إبله، فإن عدتها وأحمالها ومن فيها كذا