فمر الوليد في حائط فيه نبل لبني المصطلق، وهي حي من خزاعة يتبختر فيهما، فتعلق السهم بردائه قبل أن يبلغ منزله، فنفض السهم وهو يمشي برجله، فأصاب السهم أكحله فقطعه، فلما بات تلك الليلة انتفضت به جراحته، ومر به العاص بن وائل، فقال جبريل كيف تجد هذا؟ قال: ' بئس عبد الله هذا '، فأهوى جبريل بيده إلى باطن قدمه، فقال: قد كفيتك، وركب العاص حمارا من مكة يريد الطائف، فاضطجع الحمار به على شبرقة ذات شوك، فدخلت شوكة في باطن قدمه فانتفخت، فقتله الله عز وجل تلك الليلة.
ومر به الحارث بن قيس بن عمرو بن ربيعة بن سهم، فقال جبريل، عليه السلام:
كيف تجد هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' بئس عبد الله هذا '، فأهوى جبريل، عليه السلام، إلى رأسه، فانتفخ رأسه، فمات منها، ومر به السود بن عبد العزى بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، فقال جبريل، عليه السلام: كيف تجد هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ' بئس عبد الله هذا، إلا أنه ابن خالي '، فأهوى جبريل، عليه السلام، بيده إلى بطنه، فقال: قد كفيتك فعطش، فلم يروا من الشراب حتى مات.
ومر الأسود بن عبد المطلب بن المنذر بن عبد العزى بن قصي، فقال جبريل: كيف تجد هذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' بئس عبد الله هذا '، قال: قد كفيتك أمره، ثم ضرب ضربة بحبل من تراب، رمي في وجهه فعمي، فمات منها، وأما بعكك وأحرم، فهما أخوان ابنا الحجاج بن السياق بن عبد الدار بن قصي، فأما أحدهما فأخذته الدبيلة، وأما الآخر، فذات الجنب، فماتا كلاهما، فأنزل الله عز وجل: * (إنا كفيناك المستهزئين) *، يعنى هؤلاء السبعة من قريش.
ثم نعتهم، فقال سبحانه: * (الذين يجعلون مع الله إلها ءاخر فسوف يعلمون) * [آية:
96]، هذا وعيد لهم بعد القتل.
* (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) * [آية: 97]، حين قالوا: إنك ساحر، ومجنون، وكاهن، وحين قالوا: هذا دأبنا ودأبك.
تفسير سورة الحجر الآية: [98 - 99].
* (فسبح بحمد ربك) *، يقول: فصل بأمر ربك، * (وكن من الساجدين) * [آية: 98]، يعنى المصلين.
* (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) * [آية: 99]، فإن عند الموت يعاين الخير والشر.