تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٤٩
ورقي إلى الملك أن غلامه الخباز يريد أن يجعل في طعامه سما، ورقي إليه في غلامه الساقي مثل ذلك، فذلك قوله: * (ودخل معه السجن فتيان) *، الخباز والساقي، اسم أحدهما شرهم أقم، وهو الساقي، واسم الخباز شرهم أشم، * (قال أحدهما إني أراني) * في المنام كأني * (أعصر خمرا) *، يعني عنبا، قال: كأني دخلت البستان، فإذا فيه أصل كرم، وعليه ثلاث عناقيد، فكأني أعصرهن وأسقي الملك، * (وقال الآخر إني أراني) *، رأيت في المنام كأني * (أحمل فوق رأسي خبزا) *، ثلاث سلال، وأعلاهن جفنة من خبز، فوق رأسي، مثل قوله: * (فاضربوا فوق الأعناق) * [الأنفال: 12]، ومثل قوله:
* (اجتثت من فوق الأرض) * [إبراهيم: 26]، يعني أعلا الأرض، * (تأكل الطير منه نبئنا بتأويله) *، يقول: أخبرنا بتفسير ما رأينا في المنام، * (إنا نراك من المحسنين) * [آية: 36]، وكان إحسانه في السجن أنه كان يعود مرضاهم ويداويهم، ويعزي مكروبهم، ورآه متعبدا لربه، فهذا إحسانه.
* (قال) * يوسف: ألا أخبركما بأعجب من الرؤيا التي رأيتما، قال: * (لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله) *، إلا أخبرتكما بألوانه * (قبل أن يأتيكما) * الطعام، فقالوا ليوسف: إنما يعلم هذا الكهنة والسحرة، وأنت لست في هيئة ذلك، فقال يوسف لهما: * (ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم) * أولئك الكهنة والسحرة، يعنى أهل مصر، * (لا يؤمنون بالله) *، يعنى لا يصدقون بتوحيد الله، ولا بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، * (وهم بالآخرة هم كافرون) * [آية: 37].
* (واتبعت ملة ءاباءي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) * [آية: 38].
ثم دعاهما إلى الإسلام وهما كافران، فقال: * (يصحبي السجن) *، يعني الخباز والساقي، * (ءارباب متفرقون خير) *، أآلهة شتى تعبدون خير، يعنى أفضل، * (أم الله) *
(١٤٩)
مفاتيح البحث: الطعام (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»