وأنزلت أيضا في اليهود في هؤلاء النفر وما يحسبون من المتشابه، * (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب) * [آل عمران: 7].
فأما المحكمات، فالآيات الثلاث اللاتي في الأنعام: * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) *، إلى قوله سبحانه: * (لعلكم تتقون) * [الأنعام: 151 - 153]، فهن محكمات ولم ينسخهن شيء من الكتاب، وإنما سمين أم الكتاب؛ لأن تحريم هؤلاء الآيات في كل كتاب أنزله الله عز وجل.
* (وأخر متشابهات) *، يعني: (آلم) * () * (آلمص) * () * (الر) * () * (المر) *، شبهوا على هؤلاء النفر من اليهود كم تملك هذه الأمة من السنين، * (فأما الذين في قلوبهم زيغ) *، يعني ميل عن الهدى، وهم هؤلاء اليهود، * (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة) *، يعني الكفر، * (وابتغاء تأويله) *، يعني منتهى كم يملكون. يقول الله عز وجل: * (وما يعلم تأويله إلا الله) *، يعني كم تملك هذه الأمة من السنين، * (والراسخون في العلم) *، يعني عبد الله بن سلام وأصحابه، * (يقولون آمنا به)، يعني بالقرآن كله، * (كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) * [آل عمران: 7] يعني من كان له لب أو عقل.
ثم قال ابن صلام وأصحابه: * (ربنا لا تزغ قلوبنا) * كما أزغت قلوب اليهود * (بعد إذ هديتنا) * إلى الإسلام، * (وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) * [آل عمران: 8].
فآيتان من أول هذه السورة نزلتا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار والآيتان اللتان تليانهما نزلتا في مشركي العرب، وثلاث عشرة آية في المنافقين من أهل التوراة تفسير سورة البقرة من آية [6 - 7] * (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) * [آية: 6]