تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٧٩
* (ومن يرغب عن ملة إبراهيم، وذلك أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام، فقال لهما: ألستما تعلمان أن الله عز وجل قال لموسى: إني باعث نبيا من ذرتة إسماعيل يقال له: أحمد، يحيد أمته عن النار، وأنه ملعون من كذب بأحمد النبي، وملعون من لم يتبع دينه؟ فأسلم سلمة، وأبى مهاجر، ورغب عن الإسلام، فأنزل الله عز وجل: * (ومن يرغب عن ملة إبراهيم) *، يعني الإسلام، ثم استثنى، * (إلا من سفه نفسه) *، يعني إلا من خسر نفسه من أهل الكتاب، * (ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه) *، يعني إبراهيم، يعني اخترناه بالنبوة والرسالة في الدنيا، * (وإنه) * * (في الآخرة لمن الصالحين) * [آية: 130] * (إذ قال له ربه أسلم) *، يقول: أخلص، * (قال أسلمت) *، يعني أخلصت * (لرب العالمين) * [آية: 131]، ووصى بها) *، يعني بالإخلاص * (إبراهيم بنيه) * الأربعة:
إسماعيل، وإسحاق، ومدين، ومداين، ثم وصى بها يعقوب بنيه يوسف وإخواته اثنى عشر ذكرا بنيه، * (ويعقوب يا بني) *، أي فقال يعقوب لبنيه الاثني عشر: * (إن الله) * عز وجل * (اصطفي) *، يعني اختار * (لكم الدين) *، يعني دين الإسلام، * (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) * [آية: 132]، يعني مخلصون بالتوحيد، * (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) *، وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه بدين اليهودية، فأنزل الله عز وجل: * (أم كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت) *، قال الله عز وجل: إن اليهود لم يشهدوا وصية يعقوب لبنيه، * (إذ قال لبنيه) * يوسف وإخوته: * (ما تعبدون من بعدي) * أي بعد موتي، * (قالوا نعبد إلاهك وإله آبائك) * * (إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون) *
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»