تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٣٩٣
ثم قال: * (وبينهما حجاب) *، يقول: بين الجنة والنار سور، * (وعلى الأعراف) *، يعني على السور رجال * (رجال يعرفون كلا) * من الفريقين * (بسيماهم) *، يعرفون أهل الجنة ببياض في الوجوه، وأهل النار بسواد الوجوه، * (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) *، يسلم أصحاب الأعراف على أهل الجنة، يقول الله: * (لم يدخلوها) *، يعني أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة، * (وهم يطمعون) * [آية: 46] في دخولها، وإنما طمعوا في دخول الجنة من أجل النور الذي بين أيديهم وعلى أقدامهم مثل السراج.
ثم قال: * (وإذا صرفت أبصارهم) *، يعني قلبت وجوههم، * (تلقاء أصحاب النار) *، يقول: وإذا نظر أصحاب الأعراف قبل أهل النار، * (قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) * [آية: 47]، يعني مع المشركين في النار.
تفسير سورة الأعراف آية [48 - 49] * (ونادى أصحاب الأعراف رجالا) *، هم في النار، * (يعرفونهم بسيماهم) *، يعني بسواد الوجوه من القادة والكبراء، * (قالوا ما أغنى عنكم جمعكم) * في الدنيا، * (وما كنتم تستكبرون) * [آية: 48]، يعني وما أغنى عنكم ما كنتم تستكبرون عن الإيمان، فأقسم أهل النار أن أهل الأعراف سيدخلون النار معهم.
قالت الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف على الصراط: * (أهؤلاء) *، يعني أصحاب الأعراف، * (الذين أقسمتم) * يا أهل النار أنهم * (لا ينالهم الله برحمة) *، ثم قالت الملائكة: يا أصحاب الأعراف، * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم) * من العذاب، * (ولا أنتم تحزنون) * [آية: 49] من الموت. فقال مقاتل: إن أصحاب الأعراف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، وهم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم، فحسبوا على الصراط من أجل ذنوبهم، ثم دخلوا الجنة بعد ذلك بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.
تفسير سورة الأعراف آية [50 - 51]
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»