الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ١٥٧
قال محمود رحمه الله (فإن قلت كيف أسند الختم إلى الله تعالى الخ) قال أحمد رحمه الله: هذا أول عشواء خبطها في مهواة من الأهواء هبطها حيث نزل من منصة النص إلى حضيض تأويله ابتغاء الفتنة استبقاء لما كتب عليه من المحنة، فانطوى كلامه هذا على ضلالات أعدها وأردها: الأولى مخالفة دليل العقل على وحدانية الله تعالى ومقتضاه أنه لا حادث إلا بقدرة الله تعالى لا شريك له، والامتناع من قبول الحق من حملة الحوادث، فوجب انتظامه في سلك متعلقات القدرة العامة التعلق بالكائنات والممكنات. الثانية مخالفة دليل النقل المضاهى لدليل العقل كأمثال قوله تعالى - الله خالق كلي شئ - هل من خالق غير الله - وهذه الآية أيضا، فإن الختم فيها مسند إلى الله تعالى نصا والزمخشري رحمه الله لا يأبى ذلك ولكنه يدعى الالتجاء إلى تأويلها لدليل قام عنده عليه، فإذا ثبت أن الدليل العقلي على وفق ما دلت عليه وجب إبقاؤها على ظاهره، بل لو وردت على خلافها ذلك ظاهرا لوجب تأويلها بالدليل
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 151 152 153 155 157 158 159 160 163 170 ... » »»